تتصاعد الضغوط على رئيس بلدية إسطنبول الكبرى الموقوف، أكرم إمام أوغلو، مع ظهور مقاطع فيديو جديدة ضمن التحقيقات الجارية في قضايا فساد مزعومة تورطه فيها. وتكشف اللقطات عن تفاصيل اجتماع سري عقده إمام أوغلو مع مشتبه بهم رئيسيين في القضية داخل أحد الفنادق، وسط محاولات للتعتيم على اللقاء وتوثيقه.
تُظهر المقاطع المصورة قيام حراس إمام أوغلو بتغطية كاميرات المراقبة في الفندق بشريط لاصق قبيل دخوله، في محاولة واضحة لمنع تسجيل الاجتماع. كما رصدت كاميرات الأمن دخول فريق إمام أوغلو إلى الفندق، الذي يملكه عدنان تشَبي، وهم يحملون حقائب لم يتم الكشف عن محتوياتها، بالإضافة إلى لقطات توثق دخول وخروج إمام أوغلو من المكان.
اتهامات ثقيلة تلاحق إمام أوغلو والمشتبه بهم
تفيد المعلومات الواردة بأن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في إسطنبول لا تزال مستمرة وتتشعب لتشمل جوانب متعددة. ويواجه إمام أوغلو والمشتبه بهم الآخرون تهماً خطيرة تتضمن “تولي زعامة تنظيم إجرامي”، “الانتماء إلى تنظيم إجرامي”، “الابتزاز”، “الرشوة”، “الاحتيال المنظم”، “الحصول على بيانات شخصية بطرق غير قانونية”، و”التلاعب في المناقصات”.
كشفت الأدلة والتسجيلات الجديدة عن اجتماع مثير للجدل عُقد في فندق يملكه عدنان تشَبي بمنطقة ساريير في إسطنبول بتاريخ 12 أكتوبر 2024. وتظهر اللقطات دخول شخص يحمل حقيبة سفر إلى الفندق، تبين لاحقاً أنه كان ضمن فريق إمام أوغلو المرافق. ووصل حراس إمام أوغلو قبل نحو 50 دقيقة من الاجتماع الذي جمعه بعدد من المشتبه بهم الرئيسيين في القضية، وهم تونجاي يلماز، وأرتان يلديز، وآدم سويتكين، وحسين كوكصال، وفتحي كيليش، مما يشير إلى محاولة للتنسيق للاجتماع بسرية تامة.
تعطيل الكاميرات لمنع التسجيل وتوثيق اللقاء
تُظهر التسجيلات الأمنية قيام الحرس الشخصي لإمام أوغلو في تمام الساعة 09:14 صباحاً بتغطية كاميرات المراقبة المطلة على قاعة الاجتماع بشريط لاصق أسود، بهدف منع أي تسجيل أو توثيق لما دار داخل القاعة. وتوثق اللقطات وصول إمام أوغلو إلى الفندق في الساعة 10:04 صباحاً ومغادرته عند الساعة 11:29، وتُعد هذه التحركات جزءاً من الأدلة التي تعزز الشبهات حول محاولة إخفاء طبيعة الاجتماع ومجرياته.
أوضحت المقاطع المصورة تفاصيل جديدة تتعلق بالاجتماع، حيث تظهر وصول سيارة سوداء ونزول شخص منها حاملاً حقيبة سفر. كما رُصدت لحظات دخول هذا الشخص إلى الفندق بعد تبادل التحية مع شخص يُعتقد أنه من حراسة إمام أوغلو. وكشف التحليل الأمني عن تعطيل بعض الكاميرات قبل الاجتماع بأربعة أيام، ورصد لحظات إدخال الحقائب وإخراجها بعد انتهاء الاجتماع، وصولاً إلى خروج إمام أوغلو من الفندق، وهو ما تم توثيقه بوضوح في المقاطع المصورة.
تُلقي هذه المقاطع المصورة والأدلة الجديدة بظلال كثيفة على مستقبل أكرم إمام أوغلو السياسي، وتزيد من الضغوط عليه في ظل استمرار التحقيقات في قضايا الفساد المزعومة. وقد تؤدي هذه التطورات إلى تعقيد وضعه القانوني وتأثير شعبيته، خاصة أنه كان يُنظر إليه كشخصية سياسية صاعدة في تركيا. ويبقى أن تكشف التحقيقات عن المزيد من التفاصيل حول طبيعة هذا الاجتماع وأهدافه، وتأثيره على مسار القضية برمتها.