تشهد قوات الاحتلال الإسرائيلي حالة متزايدة من القلق والارتباك بعد إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ عملية قنص ناجحة أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين. هذا الإعلان جاء في توقيت بالغ الحساسية، حيث يتصاعد الضغط الميداني على الجيش داخل قطاع غزة، تحديدًا في مدينة رفح التي تحولت إلى ساحة معركة مفتوحة مليئة بالكمائن والهجمات المباغتة.
العملية النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية أعادت إلى الواجهة هشاشة الانتشار الإسرائيلي في المناطق العازلة، وكشفت أن الفجوات الأمنية والاستخباراتية داخل الجيش باتت واضحة رغم كل محاولات الإخفاء. الإعلان عن مقتل الجنود الأربعة لم يأتِ فقط كخسارة عسكرية ميدانية، بل كمؤشر إضافي على الفشل المتكرر.
انتشار عمليات القنص
هذا التطور يعمّق حالة القلق داخل صفوف الجيش، خاصة مع ازدياد الهجمات المركزة على المواقع العسكرية الثابتة وانتشار عمليات القنص المضادة للدروع والأفراد. فالمواقع التي كان يُفترض أن تكون آمنة لحماية القوات أصبحت أهدافًا مكشوفة، ما يضع الجنود الإسرائيليين في حالة استنزاف نفسي وميداني مستمر.
في المقابل، تتفاقم أزمة الثقة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. الخلافات العميقة بين القيادة الجنوبية وسلاح الجو حول كيفية إدارة العمليات وتكتيكات الغارات الجوية التي توقع أعدادًا متزايدة من الضحايا المدنيين، تعكس حجم الإرباك داخل القيادة. هذا الإرباك ليس فقط في غرفة العمليات، بل بدأ يتسرب إلى الشارع الإسرائيلي نفسه، حيث تتصاعد حالة الغضب الشعبي من طول أمد الحرب، وعدم تحقيق أهداف واضحة، واستمرار مقتل الجنود بلا نتائج ملموسة.
تراجع ثقة الإسرائيليين
مقتل الجنود الأربعة، خاصة عبر عملية قنص دقيقة، يزيد من حالة الاحتقان في الشارع الإسرائيلي. المجتمع الإسرائيلي، الذي لا يزال يعيش تحت صدمة عملية “طوفان الأقصى”، يتابع أخبار الخسائر اليومية بقلق متصاعد، خصوصًا في ظل تزايد الانتقادات لأداء الحكومة والجيش معًا. مع ارتفاع أعداد القتلى والجرحى من الجنود، وانعدام استراتيجية خروج واضحة من المعركة في غزة، تزداد الشكوك في قدرة الحكومة على إدارة الأزمة بما يضمن تحقيق الأمن دون خسائر كارثية.
الشعور الشعبي بالخذلان بدأ يظهر بوضوح، سواء عبر الاستطلاعات التي تعبر عن تراجع ثقة الإسرائيليين بقيادتهم السياسية والعسكرية، أو عبر المظاهرات التي بدأت تتسع رقعتها مجددًا للمطالبة بوقف الحرب وإيجاد حلول سياسية بديلة. كلما طالت الحرب، وكلما سقط مزيد من الجنود، ستتصاعد هذه الاحتجاجات وستصبح أكثر حدة.