في أعقاب الانفجار المدمر الذي هز ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس جنوبي إيران، والذي أسفر عن سقوط قتلى ومئات الجرحى، حذرت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية من الانسياق وراء التكهنات المبكرة التي تتداولها وسائل الإعلام المختلفة.
ونقلت وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية عن فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، تأكيدها على ضرورة الالتزام بالمعلومات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة وعدم نشر أو تداول التقارير التي تستند إلى التخمينات والتكهنات حول الحادث. وأشارت إلى الأهمية القصوى لانتظار النتائج النهائية للتحقيق الشامل الذي يجري حالياً لكشف الأسباب الحقيقية وراء الانفجار وتحديد الأعداد الدقيقة للضحايا والمصابين.
وزيران في الموقع لتقييم الأوضاع بتوجيه رئاسي
أوضحت مهاجراني أن وزيرين من الحكومة الإيرانية يتواجدان حالياً في موقع الانفجار في ميناء الشهيد رجائي، وذلك لتقييم الأوضاع عن كثب إلى جانب فريق من الخبراء المتخصصين. وأكدت أن هذا التحرك يأتي بناءً على تعليمات مباشرة من الرئيس مسعود بزشيكان، الذي يولي هذا الحادث اهتماماً بالغاً ويحرص على الوقوف على الحقائق بأسرع وقت ممكن.
وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت في وقت سابق بمقتل أربعة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 561 آخرين جراء الانفجار الكبير الذي وقع يوم السبت في ميناء الشهيد رجائي. وقد رجحت إدارة الجمارك الإيرانية أن يكون الانفجار قد نشأ في مستودع مخصص لتخزين البضائع الخطرة والمواد الكيماوية داخل الميناء. في حين أكد التلفزيون الإيراني أن مصدر الانفجار يعود إلى حاوية لم يتم تحديد محتوياتها على وجه الدقة حتى الآن، مستبعداً أن يكون مصدره خزانات الأمونيا.
تداول مقاطع فيديو للانفجار وتوقف الأنشطة في الميناء
انتشرت على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وثقت اللحظات الأولى للانفجار الهائل في ميناء بندر عباس، حيث أظهرت تشكل كرة لهب ضخمة تصاعدت فوق منطقة الميناء. وعقب الحادث مباشرة، أكدت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية إيقاف جميع الأنشطة في الميناء بشكل مؤقت، وذلك لتمكين قوات الأمن والإغاثة من السيطرة على الوضع وتقييم الأضرار الناجمة عن الانفجار.
ويُعد تحذير الحكومة الإيرانية من التكهنات أمراً بالغ الأهمية في مثل هذه الظروف، حيث يمكن أن يؤدي انتشار المعلومات غير المؤكدة إلى إثارة البلبلة والقلق بين المواطنين وعرقلة عمل الجهات المختصة في التحقيق وكشف الحقائق. ومن الضروري انتظار النتائج الرسمية للتحقيقات التي تجريها السلطات المعنية، والتي من شأنها أن توضح الأسباب الحقيقية وراء هذا الانفجار المدمر وتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.