في تطور مفاجئ يهدد بتصعيد التوترات في جنوب آسيا، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العملية العسكرية في كشمير التي أعلنت الهند شنها ضد باكستان بأنها “مخزية”، وذلك في تصريح مقتضب للصحفيين في البيت الأبيض. جاء هذا التصريح بعد لحظات من إشرافه على مراسم أداء اليمين لمبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، ليعكس قلقًا أمريكيًا متزايدًا حيال التطورات الأخيرة.
“إنه لأمر مخزٍ، لقد سمعنا بها للتو، بمجرد دخولنا من أبواب المكتب البيضاوي”، هكذا عبر ترامب عن صدمته من العملية، مضيفًا: “أعتقد أن الناس كانوا يعلمون أن شيئًا ما سيحدث بناءً على بعض أحداث الماضي، فهم يقاتلون منذ زمن طويل، كما تعلمون، يقاتلون منذ عقود وقرون عديدة، وآمل فقط أن ينتهي هذا الأمر بسرعة كبيرة”. هذه التصريحات، على قصرها، تحمل في طياتها اعترافًا ضمنيًا بأن التوترات بين الهند وباكستان ليست وليدة اللحظة، بل هي صراع تاريخي متجذر، وهو ما يزيد من تعقيد أي محاولة للوساطة أو التهدئة.
وكانت الهند قد أعلنت عن شن عملية عسكرية استهدفت “البنية التحتية للإرهاب” في كل من باكستان وشطر كشمير الخاضع للإدارة الباكستانية، وهو ما يمثل تصعيدًا خطيرًا في النزاع المستمر بين البلدين. وقد أكدت مصادر لشبكة CNN سماع دوي انفجارات قوية في الجزء الخاضع للإدارة الباكستانية من كشمير، مما يشير إلى حجم العملية العسكرية وأبعادها.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين الهند وباكستان توترات متصاعدة منذ فترة طويلة، خاصة في منطقة كشمير المتنازع عليها. وتثير العملية العسكرية الهندية تساؤلات حول أهدافها الحقيقية، وما إذا كانت تهدف إلى توجيه ضربة قاصمة للجماعات المسلحة في المنطقة، أم أنها تهدف إلى إرسال رسالة سياسية قوية إلى باكستان.
تصريح ترامب، بوصفه العملية بـ”المخزية”، يضع الولايات المتحدة في موقف دقيق، خاصة وأنها تسعى إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من الهند وباكستان. هذا التصريح قد يُفسر على أنه انتقاد ضمني للعملية الهندية، وقد يؤدي إلى تعقيد العلاقات بين واشنطن ونيودلهي.
إن التداعيات المحتملة لهذه العملية العسكرية تتجاوز حدود جنوب آسيا، إذ يمكن أن تؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي. المجتمع الدولي مطالب الآن بالتحرك السريع لوقف التصعيد، والضغط على الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات، وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة. ففي منطقة تعاني من هشاشة أمنية، فإن أي تصعيد عسكري يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية وإقليمية.