لا يختلف اثنان على الفوائد الصحية الجمة لـ الزنجبيل، هذا النبات العجيب الذي يزخر بالفيتامينات والعناصر الغذائية الدقيقة. لطالما أوصى خبراء التغذية بإضافته إلى النظام الغذائي لما له من قدرة على حرق الدهون وتخفيف أعراض نزلات البرد بفاعلية.
ولكن، وكما يقال، “لكل داء دواء، ولكل دواء حد”. فقد حذر أخصائي أمراض الجهاز الهضمي الدكتور يفغيني بيلوؤسوف من الإفراط في تناول الزنجبيل، مؤكدًا أنه قد يؤدي إلى تهيج الغشاء المخاطي في المعدة، والشعور المزعج بحرقة المعدة، والإصابة بالإسهال، وحتى ظهور ردود فعل تحسسية لدى البعض.
وفي تصريحات لموقع “riamo” الروسي، أوضح الدكتور بيلوؤسوف أن “الزنجبيل له تأثير ملحوظ على عملية تجلط الدم ومستويات الجلوكوز في الجسم. لذا، يجب توخي أقصى درجات الحذر عند تناوله بالتزامن مع أدوية مضادات التجلط أو الأدوية المستخدمة لخفض مستوى السكر في الدم لتجنب أي تفاعلات غير مرغوب فيها”.
كما نصح الدكتور النساء الحوامل، على الرغم من قدرة الزنجبيل المعروفة على تخفيف الشعور بالغثيان المصاحب للحمل، بعدم الإفراط في تناوله دون استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة الصحية الفردية. ويُمنع تناول الزنجبيل تمامًا في حالات الإصابة بحصوات المرارة وبعض أمراض القلب والأوعية الدموية لتجنب أي مضاعفات محتملة.
فوائد الزنجبيل العلاجية.. سيف ذو حدين!
على الرغم من التحذيرات الهامة بشأن الإفراط في تناوله، لا يمكن إنكار الفوائد العلاجية القوية للزنجبيل:
- مضاد قوي للالتهابات: يحتوي الزنجبيل على مركبات نشطة مثل الجينجيرول والشوغول، التي تعمل كمضادات قوية للالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب، وداء السكري، والتهاب المفاصل.
- حماية الخلايا ومضاد للأكسدة: يلعب الزنجبيل دورًا فعالًا في حماية خلايا الجسم من التلف الناتج عن الجذور الحرة، ويعمل كمضاد أكسدة قوي يقلل من الإجهاد التأكسدي ويبطئ عملية شيخوخة الخلايا.
- تحفيز المناعة: يساهم الزنجبيل في تعزيز وتقوية جهاز المناعة في الجسم وتحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء، مما يجعله سلاحًا فعالًا ضد العدوى الفيروسية والبكتيرية المختلفة.
- تحسين الهضم وتخفيف الاضطرابات: يُعرف الزنجبيل بفاعليته في تحسين عملية الهضم وتنشيط إفراز العصارة المعدية والإنزيمات الهاضمة، مما يقلل بشكل ملحوظ من مشاكل عسر الهضم، والانتفاخ والغازات المزعجة، والشعور بالغثيان، خاصة أثناء فترة الحمل أو بعد الخضوع للعلاج الكيميائي.
وقد نصح الباحثون بتناول الزنجبيل على شكل شاي دافئ للاستمتاع بفوائده، أو استخدامه خارجيًا على شكل كمادات الزنجبيل لتخفيف الآلام المصاحبة لالتهابات المفاصل. وتعتبر الجرعة اليومية المثالية للزنجبيل تتراوح بين 1 و 3 جرامات فقط. ولكن في حال الإصابة بأي أمراض خطيرة أو تناول أدوية معينة، فمن الأفضل دائمًا استشارة الطبيب المختص قبل إضافته إلى النظام الغذائي لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.