مازالت العاصمة الليبية “طرابلس” تعيش حالة من التوتر بعد سلسلة من الاشتباكات خلال الأسبوع الماضي، عقب مقتل عبد الغني الككلي قائدة جهاز دعم الاستقرار، وإصدار رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة قرارات بحل وإعادة هيكلة أجهزة أمنية.
هدوء حذر
رغم سيادة الهدوء الحذر في طرابلس، إلا أن الخلاف مازال في ساحة المعركة، خاصة بعدما قُتل عنصر أمن خلال محاولة متظاهرين اقتحام مقر الحكومة الليبية في طرابلس على خلفية تجدد التوترات، أمس الجمعة في عاصمة البلاد.
ونعت حكومة الوحدة الوطنية الليبية في بيان، أحد أفراد الشرطة خلال تأمينه مبنى رئاسة الوزراء، بعدما أصيب برصاص مجهولين وفارق الحياة متأثرا بجروحه.
محاولة اقتحام
وكشفت الحكومة إحباط الأجهزة الأمنية محاولة اقتحام نفذّتها مجموعة مندسة ضمن المتظاهرين، استهدفت مبنى الحكومة” مشيرة إلى أن استهداف مقرها يشكل “تعديا مباشرا على مؤسسات الدولة”.
وكان مئات المتظاهرين المدنيين تجمّعوا في ميدان الشهداء بطرابلس في وقت سابق، أمس الجمعة، للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة.
رؤية” الدبيبة”
وتعليقا على ذلك، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، إن رؤية حكومته تنطلق من أن “تحقيق الاستقرار الدائم في ليبيا يمر عبر إنهاء جميع الأجسام التي جثمت على السلطة منذ أكثر من عقد، وأسهمت في إطالة أمد الانقسام السياسي وتعطيل بناء الدولة”، وذلك في إشارة لمجلسي النواب والدولة.
هدنة هشة
ويبدو أن طرابلس تعيش أجواء هدنة هشة، خاصة بعد اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار، عقب قتال عنيف بين قوات موالية لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة وعناصر مسلحة تابعة لجهاز قوة الردع الخاصة. هذه الهدنة تأتي في إطار جهود استعادة الاستقرار في البلاد.
مراقبة أممية
وتراقب بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الهدنة الهشة في طرابلس، وتدعو جميع الأطراف إلى الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار، مشددة على أهمية امتثال جميع الأطراف لوقف إطلاق النار وعدم القيام بأي أعمال أو تصريحات من شأنها تصعيد التوترات.
وفي قمة بغداد اليوم، العراق التزامه بدعم ليبيا في مسارها نحو الاستقرار، كما طالبت القمة العربية ببغداد بإنهاء التدخلات في ليبيا.
اهتمام مصري
من جانبها، أكدت الخارجية المصرية، اليوم السبت، أنها تتابع باهتمام شديد وقلق بالغ التطورات الجارية في ليبيا.
وقالت الخارجية المصرية في بيان إن مصر “تدعو جميع الأطراف في ليبيا إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس”.
وأضاف البيان: “مصر تدعو إلى إعلاء مصالح الشعب الليبي والحفاظ على مقدراته وممتلكاته”.
ودعا البيان المصريين في ليبيا إلى “توخي أقصى درجات الحذر والتزام منازلهم لحين استجلاء الأوضاع واستمرار التواصل مع السفارة المصرية في طرابلس وغرفة العمليات التي شكلتها وزارة الخارجية والمصريين في الخارج لتلقي أية استفسارات أو طلبات”.