في أول تعليق رسمي على الجدل الدائر حول إهداء طائرة بوينغ 747 للرئيس الأميركي دونالد ترامب، رد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على الانتقادات، مؤكدًا أن الأمر لا يتعدى كونه تعاونًا عسكريًا طبيعيًا بين دولتين حليفتين.
وقال الشيخ محمد، خلال مشاركته في جلسة بمنتدى قطر الاقتصادي صباح اليوم الثلاثاء، إن “هذه المعاملة تمت عبر وزارتي الدفاع في البلدين، وهي أمر طبيعي ومتعارف عليه يحدث بشكل مستمر بين الحلفاء”. وأضاف: “لسنا بصدد تقديم هدية شخصية، بل مساهمة في تيسير العمليات اللوجستية لحليف استراتيجي”.
ترامب يشكر قطر
من جانبه، رحّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالخطوة، واصفًا الطائرة بأنها “لفتة عظيمة لا يمكن رفضها”، وأوضح ترامب أن الطائرة، وهي من طراز بوينغ 747، ستُستخدم بشكل مؤقت كطائرة رئاسية (إير فورس ون) بسبب التأخير الحاصل في تسليم الطائرة الجديدة من قبل شركة بوينغ.
وفي تصريحه، أشار ترامب إلى أن الطائرة لن تكون له شخصيًا بعد مغادرته منصبه، بل ستظل تحت تصرف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مضيفًا أن “الحل العملي الذي قدمته قطر جاء في توقيت حساس، ولا علاقة له بأي أبعاد سياسية أو مصالح شخصية”.
رد البيت الأبيض
وفي محاولة لاحتواء الجدل، أوضح مسؤولون في البيت الأبيض أن الطائرة ليست هدية شخصية للرئيس، بل ستنضم لأسطول الطيران الرئاسي بشكل مؤقت.
وأضاف أن “الهدية القطرية جاءت في إطار دعم عمليات التبديل والصيانة للطائرات الرئاسية”، مؤكدة على استمرار العلاقات الدفاعية القوية بين البلدين.
كما أشار مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن التعاون العسكري مع قطر يتضمن تبادل المعدات وتسهيل الخدمات اللوجستية، وأن استخدام الطائرة الجديدة “جزء من جدول زمني احتياطي تم الاتفاق عليه مع الجانب القطري منذ أشهر”.
الجدل الشعبي والإعلامي
ورغم التصريحات الرسمية، لم تهدأ الانتقادات على الساحة الإعلامية الأميركية، حيث اعتبر بعض المحللين أن “منح طائرة فاخرة لرئيس مثير للجدل مثل ترامب” يبعث برسائل سياسية خاطئة.
لكنّ مراقبين آخرين يرون أن الخطوة القطرية تدخل ضمن دبلوماسية الدفاع التي تلجأ إليها دول الخليج لتعزيز تحالفاتها الإستراتيجية، خصوصًا مع تزايد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأزمة الثقة داخل الكونغرس بشأن دور الحلفاء في تقاسم أعباء الأمن الإقليمي.
وما بين تصريحات قطر بأن الأمر “تعاون دفاعي بحت”، وردود الفعل الأميركية المزدوجة، تبقى طائرة بوينغ الهدية في قلب جدل مفتوح عن حدود العلاقات بين الدول، لكن قطر أكدت موقفها، وترامب رحّب، والبيت الأبيض برر، لكن الشارع السياسي والإعلامي الأميركي لم يقتنع بالكامل بعد.