مع تسجيل جزيرة كريت اليونانية هزتين أرضيتين خلال 48 ساعة، عاد الجدل ليتجدد في مصر بشأن احتمالية تأثر البلاد بهذه الزلازل المتكررة في الجوار الأوروبي، وما إذا كانت مصر معرضة لخطر زلزالي مماثل، لكن خبراء ومصادر رسمية في مصر أكدوا أن “لا داعي للقلق”، موضحين أن موقع وعمق الزلازل لا يسمح بحدوث أضرار في مصر.
هزات متكررة.. ومخاوف تتجدد
وضربت أمس، هزة أرضية جديدة جزيرة كريت بقوة 3 درجات على مقياس ريختر، وفقًا للمرصد الأورومتوسطي، وجاءت بعد زلزال أقوى يوم الخميس تجاوزت قوته 6 درجات، وشعر به سكان مصر وتركيا.
هذا التتابع السريع للهزات الأرضية زاد من قلق المواطنين، خاصة أن مصر شهدت ارتجاجات شعر بها السكان في مناطق مختلفة، رغم أن مركز الزلزال كان بعيدًا جغرافيًا.
لا تأثير مدمر.. ومصر ليست منطقة زلازل نشطة
وكشف مصدر مسؤول في “الشبكة القومية لرصد الزلازل” في مصر، أن “التأثير لا يتعدى الإحساس بالهزة، ولا يشكل خطرًا على البنية التحتية أو الأرواح”.
من جانبه، قال الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إن الزلازل اليونانية “بعيدة عن مصر بمئات الكيلومترات، وغالبًا ما تقع في أعماق كبيرة تحت البحر، ما يحد من تأثيرها في شمال أفريقيا.
وأضاف: “حتى الزلازل الكبيرة في كريت لا تسبب دمارًا في مصر، والعبرة ليست فقط بتكرار الهزات، بل بقوتها وعمقها وموقعها الجغرافي”.
هل مصر معرضة لزلازل؟
ورغم أن مصر تقع خارج الأحزمة الزلزالية النشطة عالميًا، فإنها ليست بمنأى تمامًا عن النشاط الزلزالي، فتُسجَّل عشرات الهزات الأرضية سنويًا، خاصة في مناطق مثل خليج العقبة والبحر الأحمر، لكن معظمها غير محسوسة أو ضعيفة التأثير.
ويؤكد العلماء أن مصر تتأثر أحيانًا بالزلازل البعيدة، خاصة من جنوب أوروبا وشرق المتوسط، لكن الاحتمال الأكبر لوقوع زلزال مدمر يبقى منخفضًا بحسب المعطيات الجيولوجية الحالية.
لا داعي للذعر.. لكن الرصد مستمر
وفي ظل استمرار النشاط الزلزالي في جزيرة كريت، تبقى أجهزة الرصد في مصر في حالة تأهب ومتابعة دقيقة، بينما يطمئن الخبراء المواطنين إلى أن تأثير تلك الزلازل محدود، وأن مصر، رغم تأثرها الجزئي أحيانًا، لا تُعد من الدول المعرضة لخطر زلزالي كبير.