في أجواء احتفالية غير مسبوقة، استقبلت دمشق خبر رفع العقوبات الأميركية المفروضة منذ أكثر من عقد بكثير من التفاؤل والأمل، ووصفت وزارة الخارجية السورية هذه الخطوة بأنها “إيجابية في الاتجاه الصحيح”، مؤكدة أن سوريا الآن في طريقها إلى “استعادة مكانتها الطبيعية” بعد سنوات من العزلة والمعاناة.
شهدت العاصمة السورية لافتة ضخمة عُلّقت على أحد أبنيتها الرئيسية، تحمل صور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، كتب تحتها “شكراً لكم من القلب”، في مشهد غير مألوف يعكس تغيراً دراماتيكياً في المزاج السياسي والإعلامي السوري.
لقاء إردوغان – الشرع: فتح صفحة جديدة
في تحرك دبلوماسي مفاجئ، اجتمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في إسطنبول، حيث ناقشا سبل التعاون الثنائي، وخصوصاً في ملفات الأمن والاقتصاد والطاقة. وأكد الطرفان على ضرورة “فتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية القائمة على المصالح المشتركة”.
وفي تطور آخر، أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أن الحكومة السورية وافقت على التعاون الكامل في ملف المواطنين الأميركيين المفقودين، مثل أوستن تايس وكايلا مولر، في خطوة وصفها بـ”القوية”. وأكد أن واشنطن ترى في ذلك بداية جديدة لمسار طويل من التعاون البناء.
استثمارات وإعفاءات: بداية مرحلة اقتصادية جديدة
تتجه الأنظار حالياً إلى مستقبل الاقتصاد السوري، الذي يتأهب لدخول مرحلة “ذهبية”، بحسب توصيف خبراء. إذ أعلنت الحكومة السورية استعدادها لتقديم تسهيلات غير مسبوقة للمستثمرين الأجانب، وخاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، تزامناً مع إعفاءات أميركية من عقوبات صارمة استمرت لعقود.
وقررت وزارة الخزانة الأميركية تعليق العقوبات على عدد من الكيانات السورية، من بينها البنك المركزي، ما يفتح الباب أمام تدفق الأموال والاستثمارات لإعادة إعمار بلد أنهكته الحرب.
مرحلة جديدة لسوريا؟
تجمع المؤشرات على أن سوريا مقبلة على تحول محوري في دورها الإقليمي والدولي، مدفوع برفع العقوبات، وتطبيع تدريجي مع القوى الإقليمية والدولية. وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت دمشق ستنجح في استثمار هذه اللحظة التاريخية لبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.