في خطوة تعكس التوجهات التوسعية لجماعة الحوثي، أعلنت الأخيرة عن تأسيس جهاز أمني جديد يُدعى “جهاز أمن الثورة”، تحت إشراف مباشر من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. ويهدف الجهاز إلى تقوية السيطرة الأمنية داخل مناطق النفوذ، على غرار النماذج الإيرانية واللبنانية.
مهام استراتيجية ونفوذ متصاعد
بحسب تقرير صادر عن منصة “ديفانس لاين”، سيتولى الجهاز الجديد مهام التنسيق والتخطيط والرقابة على بقية الكيانات الأمنية الحوثية، ليصبح بمثابة رأس الهرم الأمني في هيكل الجماعة، في إطار ما يُعرف بـ”الرؤية الوطنية” وثورة 21 سبتمبر.
لا يتوقف دور الجهاز عند الداخل اليمني، بل يمتد إلى مراقبة وتنسيق الأمن الخارجي والإقليمي، في تكرار لدور وزارة الاستخبارات الإيرانية (الإطلاعات)، مما يعكس الطموحات الإقليمية للجماعة.
قيادة أمنية مثيرة للجدل: “أبو جعفر” في الواجهة
أُسندت قيادة الجهاز الجديد إلى القيادي الحوثي البارز جعفر محمد أحمد المرهبي، المعروف بـ”أبو جعفر”، أحد أبرز الوجوه الأمنية المقربة من دوائر الاستخبارات الإيرانية و”حزب الله”. يحمل المرهبي سجلًا حافلًا في العمل السري، ويخضع حالياً لمحاكمة غيابية في مأرب بتهم إرهاب.
يُدار الجهاز الجديد، كسابقاته، بعناصر مختارة وفق معايير طائفية وانتماءات مناطقية ضيقة، بما يخدم ولاء الجماعة ويُقصي الكفاءات الوطنية. وتُحاط التحركات الأمنية للمرهبي بسرية تامة، وصلت إلى حد حذف اسمه من وثائقيات قناة “المسيرة”.
تضخم أمني أم فزع داخلي؟
يرى مراقبون أن إنشاء جهاز جديد لا يعكس فقط توسعًا استخباراتيًا، بل يكشف أيضًا عن حالة من القلق والارتباك داخل الجماعة، في ظل تصاعد المعارضة الداخلية والغضب الشعبي في مناطق سيطرتها.