في مشهد يتّسم بضبابية سياسية وتكهنات متزايدة، بدأت معالم الانتخابات البرلمانية العراقية المرتقبة في نهاية عام 2025 تتشكّل مبكرًا. وعلى الرغم من أن باب تسجيل القوائم والتحالفات لم يُغلق بعد، فإن صراع الزعامات وحسابات النفوذ تتصدر المشهد، ما يجعل هذه الدورة واحدة من أكثر الدورات الانتخابية إثارة منذ 2005.
الانتخابات: لحظة تغيير تاريخية
خلال تجمع انتخابي مبكر في بغداد، دعا الزعيم الشيعي عمار الحكيم المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات القادمة، واصفًا إياها بـ”الأهم منذ عقدين”، مشددًا على أن المقاطعة ليست فقط تنازلًا عن حق، بل تخلٍ عن واجب وطني.
الحكيم طالب بتغيير المعادلات التقليدية عبر صناديق الاقتراع، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تجديدًا سياسيًا يتماشى مع المتغيرات والأزمات الراهنة.
السوداني والرهان على بغداد: مفاجآت في الطريق
رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني دخل مبكرًا في ساحة التنافس من خلال كيان “تيار الفراتين”، متقدمًا للترشح عن العاصمة بغداد رغم انتمائه لمحافظة ميسان. خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين خصومه، الذين انتقدوا انتقاله السياسي والمناطقي.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن السوداني يراهن على ما أنجزه من مشاريع وخدمات في بغداد، إضافة إلى شعبيته في مناطقها المختلفة، وهو ما قد يمنحه تفوقًا واضحًا على خصومه البارزين مثل نوري المالكي ومحمد الحلبوسي.
المناطق المختلطة: الإطار التنسيقي يراجع استراتيجيته
في المحافظات المختلطة مثل ديالى وصلاح الدين ونينوى، حيث الطابع السني غالب، يسعى الإطار التنسيقي الشيعي لتوحيد صفوفه، بعد أن أعلن في البداية خوض الانتخابات بقوائم منفردة.
ويبدو أن واقع المنافسة وتحليل المخرجات الانتخابية دفع الإطار لإعادة حساباته، ليخوض السباق بتحالفات موحدة هناك، تجنبًا لتشتت الأصوات وخسارة المقاعد الحيوية.