يتوافد أكثر من مليون حاج إلى مكة المكرمة قبيل انطلاق موسم الحج لهذا العام، وسط استعدادات مكثفة من السلطات السعودية التي أكدت التزامها بتوفير حج آمن ومنظم باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، لمواجهة التحديات المناخية والتنظيمية المتوقعة.
أكثر من 1.3 مليون حاج حتى الآن
بحسب بيانات وزارة الحج والعمرة، وصل إلى المملكة حتى يوم الجمعة الماضي أكثر من 1.3 مليون حاج من مختلف دول العالم، لأداء مناسك الحج التي تبدأ في 4 يونيو 2025، وتستمر ستة أيام، على أن يكون يوم عرفة في 5 يونيو، ويليه أول أيام عيد الأضحى.
وقد بلغ عدد الحجاج في موسم العام الماضي أكثر من 1.8 مليون حاج، توافدوا من أكثر من 200 دولة، ما يجعل موسم الحج واحدًا من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم.
خطط موسعة لمواجهة الحرارة والتحديات الصحية
مع ارتفاع درجات الحرارة، رفعت المملكة من جاهزيتها لمواجهة الظروف المناخية، حيث تم تجهيز 50 ألف متر مربع من المساحات المظللة، وتوفير أكثر من 400 وحدة تبريد متنقلة. كما تم وضع آلاف العاملين في المجال الصحي في حالة تأهب.
ويشارك في تنظيم موسم الحج أكثر من 250 ألف موظف ومتطوع من أكثر من 40 جهة حكومية، بهدف ضمان سير الشعائر بسلاسة وأمان.
الذكاء الاصطناعي في قلب التنظيم
في خطوة تعكس التوجه نحو الرقمنة والتحول التقني، وظفت الجهات المختصة تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة الحشود وتحليل البيانات، من خلال كاميرات مراقبة ذكية وطائرات مسيّرة تقوم برصد الصور والمعلومات لحظيًا، ما يساعد في اتخاذ قرارات سريعة في إدارة التجمعات البشرية الكبيرة.
أكثر من 91 ألف خدمة صحية
ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس)، بلغ إجمالي الخدمات الصحية المقدمة حتى الآن أكثر من 91 ألف خدمة، تشمل الفحوصات والعلاج والرعاية العاجلة، ضمن منظومة صحية متكاملة تشرف عليها وزارة الصحة بالتعاون مع عدة جهات، في إطار برنامج “تحول القطاع الصحي” وبرنامج “خدمة ضيوف الرحمن” المنبثقين من رؤية المملكة 2030.
وقبيل انطلاق المناسك، أطلقت السلطات حملة موسعة لمكافحة الحج غير النظامي، شملت مداهمات أمنية، واستخدام طائرات مراقبة، إلى جانب رسائل توعوية مكثفة. وتهدف الحملة إلى ضبط الحشود وضمان دخول الحجاج وفق نظام الحصص والتصاريح الرسمية المعتمدة لكل دولة.
نحو حج آمن وذكي ومستدام
تعكس هذه الإجراءات مدى تطور البنية التحتية والتنظيمية التي تعتمدها السعودية في خدمة الحجاج، ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى تحسين تجربة الحج، وتحقيق أعلى معايير السلامة والجودة في بيئة ذكية ومتكاملة، انسجامًا مع رؤية السعودية 2030 التي تضع خدمة ضيوف الرحمن في صميم أولوياتها.