دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الغارات الأمريكية التي استهدفت ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة اليمنية، في 17 أبريل 2025، معتبرة أن العملية قد ترقى إلى “جريمة حرب” بعد تسببها في مقتل 84 مدنيًا وإصابة أكثر من 150، إلى جانب أضرار جسيمة بالبنية التحتية للميناء.
70% من واردات اليمن تضررت.. والعمال بين الضحايا
بحسب المنظمة، استهدفت الغارات أحد الموانئ الثلاثة الأساسية في الحديدة، والذي يمر عبره نحو 70% من الواردات التجارية لليمن و80% من المساعدات الإنسانية. وشددت على أن تنفيذ القصف في وقت تواجد مئات العمال داخل الميناء يُظهر “استخفافًا صارخًا بأرواح المدنيين”.
كشفت صور الأقمار الصناعية التي راجعتها المنظمة، إضافة إلى تحليلات من منظمات مستقلة مثل “إيروارز” و”مشروع بيانات اليمن”، أن الغارات استهدفت خزانات وقود ومنشآت تفريغ وشحن، وأدت إلى تدمير الأرصفة ومنطقة الجمارك. وأكدت أن الهجوم أدى لتوقف شبه كامل لعمليات الميناء.
الأمم المتحدة قلقة.. وتلميحات إلى تسرب نفطي في البحر الأحمر
أعلنت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الأضرار التي لحقت بالميناء، وأكدت إصابة خمسة عمال إغاثة على الأقل. كما رُصدت خطوط طويلة من تسرب وقود داخل البحر الأحمر، وفقًا لصور التقطت في اليوم التالي للهجوم.
واشنطن: استهدفنا مصدر تمويل الحوثيين.. لكن أين الأدلة؟
في المقابل، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الغارات جاءت ضمن حملة تستهدف “منابع تمويل الحوثيين”، معتبرة خزانات النفط هدفًا مشروعًا. غير أن “هيومن رايتس ووتش” أكدت عدم وجود أي أدلة منشورة على استخدام الميناء لنقل سلاح أو معدات عسكرية، أو تحويل النفط لدعم الحوثيين عسكريًا.
مخاوف من كارثة إنسانية تلوح في الأفق
تخشى منظمات الإغاثة من أن تؤدي هذه الغارات إلى مضاعفة معاناة اليمنيين، في ظل اعتمادهم الكبير على ميناء رأس عيسى لتأمين الغذاء والدواء والوقود. واعتبرت “هيومن رايتس ووتش” أن الغارة، حتى لو استهدفت هدفًا عسكريًا، فإن حجم الأذى اللاحق بالمدنيين يجعلها “عشوائية وغير قانونية”.
هل ستفتح الولايات المتحدة تحقيقًا؟ أم تظل الأسئلة دون إجابة؟
حتى الآن، لم تصدر وزارة الدفاع الأمريكية أي رد على كتاب رسمي من المنظمة الحقوقية أُرسل في 8 مايو، يتضمن نتائج أولية وتحليلات للغارات. ما يزيد من الضغوط الدولية على واشنطن لتقديم تفسير رسمي، وفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات وضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات.