يواصل حجاج بيت الله الحرام، اليوم السبت، أداء شعيرة رمي الجمرات في أول أيام التشريق، ضمن مشعر منى، وذلك بعد إتمامهم شعائر يوم النحر.
وأدى الحجاج الذين وجب عليهم الهدي نسكهم اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بينما توجه عدد كبير منهم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، أحد أركان الحج الأساسية، يتبعه السعي بين الصفا والمروة.
كان أكثر من 1.6 مليون حاج قد باشروا فجر الجمعة، أول أيام عيد الأضحى، برمي جمرة العقبة الكبرى، ثم بدأوا خلال أيام التشريق الثلاثة برمي الجمرات الثلاث: الصغرى، والوسطى، والكبرى، التي ترمز إلى مواطن رفض غواية الشيطان، في إحياء لذكرى نبي الله إبراهيم عليه السلام.
وقد وقف الحجاج يوم الخميس على جبل عرفات، وأدوا الركن الأعظم للحج، قبل المبيت في مزدلفة والتوجه إلى منى، ليواصلوا شعائرهم وسط أجواء إيمانية وتنظيمية محكمة.
تنظيم محكم وإجراءات صحية مشددة
وشهد موسم الحج هذا العام تدابير تنظيمية موسعة، شملت تطوير البنى التحتية وتوسيع حملات ضبط الحجاج غير النظاميين، مما ساهم في تقليل كثافة الحشود.
كما اعتمدت السلطات السعودية على أنظمة ذكية لإدارة الحشود، إلى جانب تجنيد آلاف الموظفين والمتطوعين لخدمة ضيوف الرحمن في مختلف المشاعر المقدسة.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد العبد العالي، مساعد وزير الصحة للخدمات الصحية، إن الفرق الطبية العاملة في موسم الحج لم ترصد حتى الآن أي تفشٍ للأوبئة أو الأمراض المعدية بين الحجاج، مشيرًا إلى أن معظم الحالات الصحية التي تم التعامل معها كانت مرتبطة بالحرارة والإجهاد، وقد تم معالجتها في حينها.
بين الروحانية والجاهزية
وتسعى المملكة إلى الحفاظ على سلامة الحجاج، وضمان تأدية مناسكهم في بيئة صحية وآمنة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ويُنتظر أن يواصل الحجاج رمي الجمرات خلال اليومين المقبلين من أيام التشريق، قبل التوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، ختامًا لرحلتهم الإيمانية.