أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن الحكومة العراقية نجحت في تحييد بغداد عن دائرة الصراعات الإقليمية، معززًا هذا التوجه بدبلوماسية متوازنة تراعي المصالح الوطنية وتحترم سيادة الدول.
وقال السوداني، خلال اجتماع عقده مع زعماء القبائل في محافظة الأنبار، إن مواقف العراق في السياسة الخارجية تبنى على “الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”، مشيرًا إلى أن هذه السياسة مكنت العراق من لعب دور فاعل في محيطه العربي والدولي.
دور قيادي في قمم العرب والتنمية
وأشار السوداني إلى أن العراق أثبت مكانته القيادية على مستوى المنطقة من خلال ترؤسه القمة العربية والقمة التنموية، وهي خطوات يرى فيها رئيس الحكومة انعكاسًا لموقع العراق المتجدد في الخارطة الإقليمية.
وأضاف أن العراق لم يعد ساحة لتصفية الحسابات الدولية أو الإقليمية، بل بات منصة للحوار والتعاون، وهذا ما يعكسه مشروع طريق التنمية الذي يمثل تحولًا استراتيجيًا في نظرة الدولة إلى مستقبلها الاقتصادي.
وفي سياق حديثه، تطرق السوداني إلى مشروع “طريق التنمية”، أحد أهم المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها الحكومة العراقية مؤخرًا، والذي وقعت بشأنه مذكرة تفاهم رباعية مع تركيا وقطر والإمارات في أبريل 2024.
المشروع يمتد بطول 1200 كيلومتر داخل العراق، ويربط الموانئ العراقية بالتركية، ما يجعل منه معبرًا دوليًا حيويًا لنقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج، ويحوّل العراق إلى مركز لوجستي إقليمي.
أكثر من طريق.. مشروع لإعادة تشكيل الاقتصاد العراقي
يرى السوداني أن طريق التنمية ليس مجرد مشروع نقل، بل حجر زاوية في سياسة تشابك المصالح التي تعتمدها الحكومة، لخلق تحالفات اقتصادية مستدامة مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
كما يهدف المشروع إلى تعزيز البنية التحتية، وتوفير فرص العمل، وجذب الاستثمارات إلى الداخل العراقي.
دعم حكومي غير مسبوق لإعادة إعمار المحافظة
خلال زيارته لمحافظة الأنبار، أكد السوداني أن الحكومة أولت المحافظة أهمية خاصة، وخصصت تمويلًا كبيرًا لإكمال المشاريع المتلكئة، واستحداث أخرى جديدة تخدم سكان المنطقة.
من بين هذه المشاريع، يحتل استثمار الغاز موقعًا متقدمًا في سلم أولويات الحكومة، بما في ذلك مشروع حقل عكاز الغازي، الذي من المتوقع أن يسهم في تأمين الوقود لمحطة الأنبار الغازية بطاقة 1600 ميغاواط.
الأنبار نموذج للتعافي والتحول الاقتصادي
أشار السوداني إلى أن الأنبار أصبحت نموذجًا لما يمكن أن تحققه الحكومة عندما تقترن الإرادة السياسية بالإمكانيات المحلية.
وأكد أن الحكومة تسعى لتحويل المحافظة إلى نقطة جذب اقتصادي، خاصة في مجالات الطاقة، والزراعة، والخدمات اللوجستية، تماشيًا مع الخطة الشاملة للنهوض الاقتصادي.
دبلوماسية رشيدة واقتصاد على الطريق الصحيح
ويبدو أن الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، تمضي في مسار واضح نحو ترسيخ السيادة، وفتح الأبواب أمام النمو الاقتصادي.
فبين تحييد البلاد عن الصراعات، وبناء علاقات استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة، وبين مشاريع تنموية واعدة، يعيد العراق رسم صورته على الساحة الدولية كلاعب استراتيجي، لا مجرد متأثر بالمتغيرات الإقليمية.