في أجواء تتسم بالحذر والترقب، تستضيف العاصمة العمانية مسقط، الأحد المقبل، الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي، في خطوة جديدة تعكس عودة الزخم – ولو جزئياً – إلى مسار التفاوض بعد أشهر من الجمود والرسائل المتبادلة عبر وسطاء.
عُمان.. وسيط الصمت والدبلوماسية
لطالما لعبت سلطنة عُمان دور الوسيط الهادئ في الأزمات الإقليمية والدولية، مستفيدة من مكانتها المتوازنة وعلاقاتها الجيدة مع مختلف الأطراف. وهذه ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها مسقط محادثات بهذا الحجم، حيث سبق أن احتضنت جولات تمهيدية في السنوات الماضية مهدت للاتفاق النووي الموقع عام 2015.
واليوم، تعود مسقط إلى الواجهة مجددًا، مع تجدد الأمل في كسر الجمود وإعادة ضبط بوصلة التفاوض بعيداً عن الضغوط الميدانية والتصعيد الكلامي.
ويتكوف يلتقي عراقجي: لقاء دبلوماسي نادر
طبقاً لما نقلته وسائل إعلام غربية، من المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي الخاص للملف الإيراني ستيف ويتكوف، نظيره الإيراني عباس عراقجي، في لقاء مباشر نادر ضمن الجولة السادسة، وذلك في ظل تحضيرات سرية ووسط إجراءات أمنية مشددة.
وبحسب ما نقله موقع “أكسيوس”، فإن الاجتماع سيناقش بالتفصيل رد طهران على المقترح الأميركي الأخير بشأن خفض نسبة تخصيب اليورانيوم والرقابة الدولية على المنشآت النووية.
خمس جولات.. ومراوحة مكان
منذ انطلاق جولات التفاوض في 13 أبريل الماضي، عقدت خمس جولات وُصفت بالإيجابية، لكنها لم تفضِ إلى اتفاق حاسم. لا يزال الملف الشائك المتعلق بتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية يمثل حجر عثرة، في وقت تُصر طهران على التمسك بـ«حقوقها السيادية»، بينما تطالب واشنطن بضمانات صارمة تحول دون إمكانية إنتاج سلاح نووي.
وفي تصريح أخير، شددت وزارة الخارجية الإيرانية على “عدم التسرع في إصدار الأحكام بشأن مفاوضات لا تزال في بداياتها”.
تصعيد محسوب أم ورقة ضغط؟
من جانب آخر، وصف مسؤول غربي التصعيد الأميركي الأخير تجاه إيران بأنه “ورقة تفاوضية” تهدف إلى تحسين شروط الحوار، لا سيما في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي، من التصعيد الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، إلى التوترات في مضيق هرمز.
واعتبر المصدر، أن العودة إلى طاولة المفاوضات تعكس إدراكاً مشتركاً بين الطرفين بعدم جدوى المراوحة.
إيران: لا تراجع عن البرنامج السلمي
في طهران، أكد الرئيس الإيراني مؤخراً أن بلاده لن تخضع لأي ضغوط خارجية، وأنها ستعيد بناء منشآتها النووية “بسرعة” إذا ما تعرضت للتدمير. كما أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم باتت شبه مكتملة، في رسالة اعتُبرت تصعيداً ناعماً قبيل انطلاق الجولة السادسة.
التوقعات: حذر وتفاؤل مشوب
مع اقتراب موعد المفاوضات، يسود شعور مزدوج من التفاؤل المشوب بالحذر. فبينما يرحب المجتمع الدولي بالعودة إلى التفاوض، تبقى المخاوف قائمة من أن تكون الجولة الجديدة مجرّد محطة إضافية على طريق طويل.
لكن اللافت أن كل من طهران وواشنطن لم تغلقا الباب، وتحرصان – حتى الآن – على الإبقاء على القنوات الدبلوماسية مفتوحة.