في ظل تصاعد حدة التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، دخلت سلطنة عُمان على خط الاتصالات الإقليمية والدولية في محاولة دبلوماسية لاحتواء الأزمة المتفجرة، التي تضع المنطقة أمام احتمالات مفتوحة على التصعيد والعنف.
وقالت وزارة الخارجية العمانية في بيان رسمي، اليوم (السبت)، إن الوزير بدر البوسعيدي «يواصل اتصالاته المكثفة مع عدد من نظرائه في الدول الشقيقة والصديقة، في إطار المساعي الدبلوماسية لاحتواء التوتر والتصعيد العسكري الخطير الذي تسببت فيه إسرائيل باعتداءاتها المباشرة على الأراضي الإيرانية».
وأكد البوسعيدي خلال هذه الاتصالات على أهمية «وقف العدوان، وردع المعتدي باستخدام الوسائل السلمية المستندة إلى القانون الدولي والعدالة، من أجل حقن الدماء ووقف التدمير وسقوط المزيد من الضحايا»، مشدداً على ضرورة حماية أمن واستقرار المنطقة، وصون المصالح العليا لشعوبها.
إيران وإسرائيل.. يوم ثانٍ من النيران
ولليوم الثاني على التوالي، تبادلت طهران وتل أبيب الضربات الجوية والصاروخية، في مشهد ينذر بتوسّع رقعة المواجهة، فبعد الضربة الإسرائيلية التي وُصفت بأنها «استباقية» ضد منشآت نووية وشخصيات عسكرية إيرانية، جاء الرد الإيراني سريعاً ومكثفاً.
وأكدت القوات المسلحة الإيرانية أن «ردّها لا حدود له»، مشيرة إلى أن إسرائيل «تجاوزت كل الخطوط الحمراء»، وقد شنت طهران بالفعل عدة موجات من الصواريخ الباليستية باتجاه تل أبيب، في تصعيد عسكري غير مسبوق منذ سنوات.
تحذير أميركي سابق
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد حذر قبل ساعات من الضربة الإسرائيلية، من هجوم وشيك قد تشنّه تل أبيب ضد منشآت نووية إيرانية، في مؤشر على معرفته المسبقة بالخطة العسكرية، رغم عدم تأييده الواضح لها.
الدور العُماني.. محاولة للإنقاذ
تُعد مساعي سلطنة عُمان امتداداً لدورها التاريخي كوسيط إقليمي موثوق، خاصة في الأزمات التي تتطلب جسوراً بين أطراف متصارعة، وتراهن مسقط على قدرتها في التواصل مع جميع الأطراف دون استثناء، بهدف احتواء الأزمة ومنع انفجارها إلى حرب مفتوحة قد تجرّ أطرافاً إقليمية ودولية أخرى إلى الساحة.
وتبدو الأزمة مرشحة للتفاقم ما لم يُحرز اختراق دبلوماسي حاسم في الساعات أو الأيام المقبلة، وسط جهود عُمانية حثيثة لإعادة صوت التهدئة إلى الواجهة، في منطقة تُقاوم الانزلاق نحو المجهول.