أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أن مستقبل البلاد لا يُصاغ إلا عبر مشاركة واسعة وفاعلة من الليبيين أنفسهم، معتبرة أن أصواتهم تمثل العمود الفقري لإنجاح أي مسار سياسي حقيقي.
وفي منشور رسمي على صفحتها، دعت البعثة الأممية المواطنين الليبيين إلى التفاعل والمشاركة في الاستبيان الإلكتروني العام الذي أطلقته مؤخرًا.
يأتي هذا التحرك ضمن سلسلة مشاورات عامة ترتكز على توصيات اللجنة الاستشارية، بهدف بناء مسار توافقي يضم كافة أطياف المجتمع الليبي.
أصوات الليبيين أولويّة
وفي تصريح رسمي، وصف أحد الأكاديميين المحليين المشاورات التي تنظمها البعثة بأنها “خطوة إيجابية”، آملاً أن يُفضي الاستطلاع إلى رسم خارطة طريق واقعية تُعبر عن آراء المواطنين وتطلعاتهم، لا سيما بشأن الخيارات المقترحة من اللجنة الاستشارية.
زيارات ميدانية لتعزيز الثقة
وفي هذا السياق، أجرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيته، ونائبها، زيارة إلى بلدية نالوت برفقة وفد من البعثة، حيث عقدوا اجتماعات موسعة مع عمداء بلديات، وقيادات مجتمعية، وأمنية، وممثلين عن النساء والشباب، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع الأمازيغي في منطقة جبل نفوسة.
وخلال اللقاء، ناقش المشاركون التوصيات التي طرحتها اللجنة الاستشارية، معتبرين أن بعضها يمثل خيارات قابلة للتطبيق، وتعكس واقع وتنوع المجتمع الليبي.
إشراك الجميع
تواصل البعثة الأممية عقد لقاءات تشاورية في مختلف أنحاء ليبيا، في خطوة تؤكد حرصها على ضمان شمولية العملية السياسية، وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية فيها. وتأتي هذه المبادرات في وقت يشهد فيه المشهد الليبي تحديات سياسية وأمنية متجددة، مما يعزز الحاجة إلى حل داخلي شامل ينطلق من صوت الشعب ويصب في مصلحة استقرار البلاد ووحدتها.
وبين الدعوة للمشاركة والحرص على الإنصات، تتبنى بعثة الأمم المتحدة نهجًا يهدف إلى تمكين الليبيين من رسم ملامح مستقبلهم بأنفسهم. وفي ظل الانقسامات التي طال أمدها، تبدو المبادرات القائمة على المشاورات الشعبية طريقًا واعدًا نحو ليبيا أكثر استقرارًا وشمولاً.