في فجر الجمعة الماضية، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضد إيران أسمتها “الأسد الصاعد”، شنت خلالها عشرات المقاتلات غارات على مواقع نووية وقواعد صواريخ، وأعلنت اغتيال قادة بارزين بالحرس الثوري وعلماء في البرنامج النووي الإيراني.
إيران ترد بعشر موجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة
وابتداء من مساء الجمعة وحتى ليلة الأحد، ردت إيران بهجمات صاروخية مكثفة وطائرات مسيّرة استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل 14 شخصًا وإصابة أكثر من 345، وسط دمار واسع في المباني والمركبات، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية.
تل أبيب وحيفا تحت النار.. 5 قتلى و100 جريح في هجوم صاروخي جديد
صباح اليوم الاثنين، شنت إيران موجة جديدة من الهجمات الصاروخية أصابت وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب وحيفا، مخترقة منظومة الدفاع الجوي.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية سقوط 5 قتلى وأكثر من 100 جريح، ووصفت الأضرار بالهائلة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بانهيار مبنى في تل أبيب جراء إصابة مباشرة، فيما أعلنت فرق الإنقاذ عن عمليات بحث عن مفقودين، بينهم ثلاثة في حيفا. كما أصيب ملجأ في بتاح تكفا بصاروخ مباشر أدى إلى مقتل 3 إسرائيليين.
غارات إسرائيلية على طهران.. والحرس الثوري يعلن مقتل مسؤولين بارزين
ردًا على الهجمات الإيرانية، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات جديدة على العاصمة الإيرانية، استهدفت مقار لفيلق القدس والحرس الثوري ومواقع لصواريخ أرض-أرض. وأعلن الحرس الثوري مقتل رئيس جهاز الاستخبارات محمد كاظمي واثنين من معاونيه.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 224 قتيلًا وأكثر من ألف مصاب. وأكدت وسائل إعلام محلية أن الهجمات طالت مطار مشهد ومبنى لوزارة الخارجية في طهران، ووصفت طهران الاستهداف بأنه “جريمة حرب”.
إيران ترفض الوساطات: لا تفاوض قبل استكمال الرد
أبلغت طهران الوسيطين، قطر وسلطنة عُمان، أنها ترفض التفاوض أو التهدئة قبل استكمال ردها العسكري على “العدوان الإسرائيلي”. ونفت تقارير عن استعدادها للعودة إلى المفاوضات النووية، مؤكدة أن الرد سيكون كاملًا قبل أي حوار.
وأطلقت إيران نحو 100 صاروخ في هجومها الأخير، أصابت مواقع متعددة في تل أبيب الكبرى وجنوب إسرائيل، بينها مبانٍ سكنية ومحطات طاقة. وفشلت الدفاعات الإسرائيلية في اعتراض 10 صواريخ على الأقل، بحسب تقارير إعلامية عبرية.
وفي أول تصريح منذ التصعيد، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده لا تسعى للهيمنة، متهمًا إسرائيل بمحاولة تفجير المنطقة وضرب الشعوب الإسلامية. وقال إن طهران لن تتنازل عن حقها في الطاقة النووية السلمية ولن تخضع للإملاءات الغربية.
الملاجئ غير آمنة.. والمواطنون بين الهلع والعجز
وفي إسرائيل، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن بعض الملاجئ لم تصمد أمام الصواريخ الإيرانية، خاصة في بتاح تكفا وتل أبيب، مما أثار قلقًا واسعًا لدى المواطنين. وارتفعت التحذيرات بشأن الجاهزية الدفاعية للجبهة الداخلية في مواجهة موجات الهجوم المتكررة.
وفي ظل استمرار تبادل الضربات وغياب أي مؤشرات على التهدئة، يعيش الشرق الأوسط لحظة حرجة قد تقود إلى مواجهة إقليمية شاملة، وسط دعوات دولية متزايدة لضبط النفس وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الانزلاق إلى حرب لا يمكن التنبؤ بعواقبها.