في لحظة حاسمة من التوتر الإقليمي، أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، مساء الأحد، اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ناقشا خلاله المستجدات الإقليمية المتسارعة وتداعيات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
ويأتي هذا التواصل في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا متبادلًا يثير قلقًا متزايدًا على المستوى الدولي، وسط مخاوف من انزلاق الوضع نحو صراع أوسع يهدد استقرار الشرق الأوسط برمّته.
تأكيد مشترك على خفض التصعيد
وخلال الاتصال، شدد الزعيمان على “أهمية ضبط النفس وخفض التصعيد”، مؤكدين أن المسار الدبلوماسي لا يزال هو الطريق الأمثل لتسوية النزاعات وتفادي المزيد من التصعيد الذي قد ينعكس سلبًا على الأمن الإقليمي والدولي.
كما عبّرا عن قلقهما من التداعيات الإنسانية والسياسية والاقتصادية المترتبة على استمرار المواجهات، مشيرين إلى أن اتساع رقعة الصراع لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد في المشهد الجيوسياسي، ويقلص فرص الحلول السلمية.
اليونان.. شريك في الاستقرار
أبدى رئيس الوزراء اليوناني دعم بلاده الكامل للمبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تهدئة الوضع بين إسرائيل وإيران، مؤكدًا أن استقرار الشرق الأوسط ينعكس بشكل مباشر على أمن أوروبا وشرق المتوسط، في ظل تشابك المصالح الاقتصادية والسياسية بين الجانبين.
وشدد ميتسوتاكيس على أهمية الدور السعودي في قيادة جهود التهدئة، داعيًا إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين القوى المؤثرة في المنطقة لتفادي انفجار إقليمي لا تُحمد عقباه.
الرياض تؤكد التزامها بالحلول السلمية
من جانبه، أكد ولي العهد السعودي التزام المملكة بمبادئ احترام سيادة الدول، ورفض استخدام القوة لحل النزاعات، ودعم الجهود الرامية لحل الخلافات عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، وفقًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أهمية العمل الجماعي الدولي لإيقاف العمليات العسكرية، ودفع الأطراف نحو حوار بنّاء يعالج الأسباب الجذرية للنزاع، مجددًا دعم السعودية للوساطات الجارية من عدة أطراف إقليمية، من بينها سلطنة عُمان وقطر.
تحركات دبلوماسية في وجه التصعيد
يُعد هذا الاتصال جزءًا من سلسلة من التحركات الدبلوماسية المتسارعة التي تقودها قوى إقليمية ودولية في محاولة لاحتواء التصعيد الخطير، والذي بدأ مع الضربات الجوية الإسرائيلية الواسعة النطاق التي استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وردّت طهران عليها بسلسلة من الهجمات الصاروخية.
ورغم استمرار التصعيد على الأرض، لا تزال الجهود السياسية والدبلوماسية تحاول إيجاد ثغرة لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وإنهاء دوامة العنف التي تهدد استقرار المنطقة برمتها.
الشرق الأوسط أمام اختبار مصيري
مع تسارع الأحداث وتزايد الضغوط الدولية، يبقى التساؤل قائمًا: هل تنجح المبادرات السياسية بقيادة السعودية ودعم حلفائها، وعلى رأسهم اليونان، في كبح جماح التصعيد ومنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة؟ أم أن لغة السلاح ستفرض واقعًا جديدًا قد يُعيد رسم خريطة الصراعات في الشرق الأوسط؟
الأيام المقبلة وحدها ستحمل الإجابة، لكن الأكيد أن المنطقة تقف اليوم على مفترق طرق حاسم، يتطلب قرارات شجاعة وتحركات مسؤولة من كل الأطراف المعنية.