أفاد مسؤول محلي بمحافظة بوشهر الإيرانية، المطلة على الخليج العربي، بأن الدفاعات الجوية الإيرانية في حالة استنفار قصوى، وتقوم بـ”التعامل بكل حزم مع تهديدات العدو”، في تصريح يعكس التوتر الأمني المتصاعد في المنطقة، في وقت تتقاطع فيه الأزمات العسكرية في الشرق الأوسط على أكثر من جبهة.
بوشهر في دائرة الاستهداف… ورسائل من السماء
المسؤول الإيراني، الذي لم يُفصح عن اسمه في التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام الرسمية، أشار إلى أن منظومات الدفاع الجوي بالمحافظة، حيث يقع أحد أبرز المفاعلات النووية الإيرانية، دخلت حالة الجهوزية الكاملة، في مواجهة ما وصفه بـ”تحركات معادية في الأجواء”. ولم يُعلن رسميًا عن طبيعة تلك التهديدات، لكنّ مراقبين يربطون بين هذا التطور وارتفاع وتيرة التوتر بين طهران وتل أبيب خلال الأيام الماضية، والتي اتخذت طابعًا عسكريًا غير مسبوق.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تداولت فيه وسائل إعلام ومواقع تتبع الطيران أخبارًا عن تحليق طائرات مسيّرة واستنفار في الأجواء الجنوبية لإيران، ما يرجح فرضية حصول اختراقات جوية فعلية أو متوقعة.
المفاعل النووي.. هدف حساس في سياق إقليمي مشتعل
تقع بوشهر على الخليج، وتضم أول محطة نووية مدنية في البلاد، ما يجعلها نقطة حساسة واستراتيجية سواء في الحسابات الإيرانية أو لدى خصومها. وفي ظل التصعيد الحالي بين إيران وإسرائيل، إثر الضربات الجوية المتبادلة والتصريحات النارية من الطرفين، تبدو بوشهر من أولى الأهداف المحتملة لأي هجوم خارجي يسعى إلى إضعاف القدرات النووية أو إرسال رسالة ردعية لطهران.
ولا يُستبعد في هذا السياق أن تكون التحركات الجوية التي تتحدث عنها السلطات الإيرانية، سواء كانت حقيقية أو جزءًا من حرب نفسية، مرتبطة بمحاولة جس نبض الدفاعات الإيرانية أو اختبار مدى استعدادها في مواقع استراتيجية.
التصعيد في غزة والجولان.. وامتداد الجبهة
التحذيرات الأمنية الصادرة من بوشهر توازيها تطورات ميدانية متسارعة على جبهات أخرى، لا سيما في غزة، حيث تتواصل الضربات الجوية الإسرائيلية، وفي الجولان السوري، حيث تم تسجيل قصف متبادل بين القوات الإيرانية وحلفائها من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى. ما يعكس انتقال التصعيد إلى مرحلة إقليمية أكثر اتساعًا، يُخشى أن تتدحرج إلى مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل.
وقد أشار مراقبون إلى أن التحرك الإسرائيلي المحتمل نحو منشآت نووية أو عسكرية إيرانية سيكون بمثابة تغيير جذري في قواعد الاشتباك، سيدفع المنطقة إلى حالة من الانفجار يصعب التحكم في تداعياتها.