أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، مساء اليوم، أن قوات الحرس الثوري أطلقت دفعة جديدة من الصواريخ الباليستية باتجاه الأراضي المحتلة، في تصعيد مباشر يأتي في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع حساسة داخل إيران، واستمرار التصعيد على جبهات متفرقة في الشرق الأوسط.
الضربة الجديدة، التي لم يكشف الإعلام الرسمي الإيراني عن تفاصيلها الميدانية الدقيقة، وصفت بأنها ردّ محسوب على ما وصفته طهران بـ”العدوان المستمر” من قبل إسرائيل، وهي تأتي في إطار عملية “الوعد الصادق”، التي سبق أن دشنتها إيران كردّ شامل على استهداف منشآتها النووية ومواقعها العسكرية.
تحوّل في دينامية المواجهة: من الحرب بالوكالة إلى الاشتباك المباشر
مع تكرار إطلاق الصواريخ الإيرانية نحو العمق الإسرائيلي، يبدو أن المشهد الإقليمي بات أمام نقطة تحوّل استراتيجية؛ فإيران التي كانت تعتمد طيلة السنوات الماضية على وكلائها الإقليميين — كحزب الله، والحوثيين، والفصائل المسلحة في سوريا والعراق — بدأت تستخدم أدواتها الصاروخية بشكل مباشر من أراضيها، في تحدٍّ صريح للخطوط الحمراء الغربية.
هذا التحول لا يعكس فقط جرأة إيرانية متزايدة، بل يعكس أيضًا تغيّرًا في حسابات الردع. فمنذ الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مقر القيادة في طهران وأدّت إلى مقتل قادة رفيعي المستوى، بات واضحًا أن طهران لم تعد ترى في ضبط النفس خيارًا مستدامًا.
الأهداف المحتملة والتوقيت: رسائل سياسية بأدوات عسكرية
رغم غياب التفاصيل الميدانية الرسمية، تشير مصادر غير رسمية إلى أن الصواريخ الإيرانية قد استهدفت قواعد جوية ومراكز قيادة عسكرية داخل الأراضي المحتلة، بما في ذلك محيط قاعدة نيفاتيم الجوية، والتي تُعتبر مركزًا رئيسيًا لإدارة العمليات الجوية الإسرائيلية.
ويُلاحظ أن التوقيت جاء متزامنًا مع جلسات حرجة في مجلس الأمن بشأن التصعيد في المنطقة، مما يعزز من فرضية أن هذه الضربة تحمل رسائل سياسية بامتياز، مفادها أن طهران لن تقبل بإعادة صياغة قواعد الاشتباك دون رد.
الموقف الإسرائيلي: صمت حذر وتحركات ميدانية
حتى لحظة إعداد التقرير، لم تصدر وزارة الدفاع الإسرائيلية بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي نجاح الضربة أو يعرض نتائجها. لكن مراسلي الصحافة العبرية أفادوا بسماع دوي صافرات الإنذار في عدة مناطق وسط وجنوب البلاد، ما يشير إلى تفعيل منظومات الدفاع الجوي واعتراض أهداف على ارتفاعات مختلفة.
مصادر ميدانية تحدثت عن تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية في سماء النقب، ورفع درجة التأهب في قواعد سلاح الجو، ما يوحي بوجود تحضيرات لردّ فوري أو توجيه ضربة مقابلة داخل إيران أو ضد حلفائها الإقليميين.