في خطوة عاجلة تعكس خطورة الوضع الإقليمي، عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً استثنائياً عبر الدائرة التلفزيونية، لمناقشة التطورات الأخيرة في المنطقة بعد التصعيد الإسرائيلي الإيراني المتبادل.
رفض صريح للانتهاكات ضد سيادة إيران
المجلس الوزاري الخليجي أدان ما وصفه بـ«الاعتداءات الإسرائيلية» على الأراضي الإيرانية، معتبراً أنها تمثل خرقاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، كما شدد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم الانجرار لمزيد من التصعيد.
الأمين العام للمجلس، جاسم محمد البديوي، دعا إلى العودة للمسار الدبلوماسي، محذّراً من أن استمرار التوتر يفتح الباب أمام سيناريوهات «مبهمة ومقلقة» تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
تفعيل مركز الطوارئ الخليجي تحسباً للتداعيات
في استجابة عاجلة، أعلن المجلس تفعيل مركز إدارة الطوارئ التابع له، للتعامل مع المخاطر المحتملة، خاصة بعد استهداف منشآت نووية في إيران، الأمر الذي دفع دول الخليج إلى رفع مستويات الجاهزية تحسباً لأي تطورات مفاجئة.
البيان الختامي للاجتماع حمل تأكيداً على الموقف الخليجي الموحد في رفض أي تهديد للأمن الإقليمي، مجدداً الالتزام بالعمل الجماعي والدبلوماسي لتفادي نشوب نزاعات أوسع قد تمتد آثارها لكافة دول المنطقة.
تحذيرات من تداعيات التصعيد على استقرار الخليج
حذر عدد من الوزراء الخليجيين خلال الاجتماع من أن استمرار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل قد يُعرض أمن الخليج لمخاطر غير مباشرة، بما في ذلك تهديد سلامة الممرات البحرية وارتفاع وتيرة التوتر في الأسواق الاقتصادية والنفطية، وهو ما يستدعي مضاعفة التنسيق الأمني والسياسي بين دول المجلس.
دعا المجلس الوزاري الخليجي المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن والأمم المتحدة، إلى التحرك الفوري لاحتواء الأزمة وفتح قنوات اتصال مباشرة بين الأطراف المعنية، بهدف الوصول إلى حلول سياسية تمنع اندلاع مواجهة شاملة قد يكون لها تبعات كارثية على الأمن الدولي.
إشادة بوحدة الموقف الخليجي
في ختام الاجتماع، عبّر الأمين العام للمجلس عن تقديره لوحدة الصف الخليجي في مواجهة هذه الأزمة، مؤكداً أن التكاتف الإقليمي هو خط الدفاع الأول ضد أية تهديدات محتملة، وأن رسائل الإدانة الجماعية تعبّر عن إدراك مشترك بحجم التحديات، وحرص مشترك على الحفاظ على استقرار المنطقة.