في تصعيد جديد للصراع الإقليمي، شنّت إسرائيل ضربة جوية استهدفت مبنى التلفزيون الرسمي الإيراني في العاصمة طهران، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من موظفي القناة، بينهم رئيس تحرير الأخبار، وفق ما أعلنه التلفزيون الإيراني صباح اليوم.
لحظة رعب على الهواء مباشرة
وأظهر مقطع فيديو بثّته وسائل إعلام إيرانية لحظة سقوط الشظايا داخل استوديو الأخبار، حيث كانت مذيعة تهاجم إسرائيل بشدة على الهواء، قبل أن تغادر مسرعة وسط سحابة من الغبار وشظايا الأسقف المتساقطة.
واستأنفت القناة بثها المباشر بعد انقطاع دام عدة دقائق، وسط تنديد رسمي من طهران، التي اعتبرت الهجوم «جريمة حرب» و«انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الغارة استهدفت “هيئة البث التابعة للنظام الإيراني، التي تلعب دوراً محورياً في التحريض والدعاية”، مضيفاً: «سنضرب الديكتاتور الإيراني أينما وُجد».
تصعيد مستمر ومخاوف من اتساع النزاع
يأتي هذا الهجوم في رابع أيام التصعيد العسكري بين الجانبين، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع على الساحة الإقليمية، خاصة مع تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران في مواقع عدة.
وأعربت الأمم المتحدة عن “قلق بالغ” إزاء التصعيد الأخير، ودعت الطرفين إلى ضبط النفس وتجنب استهداف المنشآت المدنية ووسائل الإعلام، معتبرة أن حرية الصحافة لا يجب أن تكون ساحة للحرب.
الإعلام الإيراني يتحدى ويواصل التغطية
رغم الخسائر البشرية والمادية، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أنها “لن تتراجع عن أداء دورها”، مؤكدة استمرارها في التغطية والتصدي لما وصفته بـ”العدوان الإعلامي والعسكري الإسرائيلي”.
تل أبيب: “ضربنا آلة التحريض”
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الضربة استهدفت “هيئة البث التابعة للنظام الإيراني، التي تقود التحريض والدعاية ضد إسرائيل”، مضيفاً: «سنضرب الديكتاتور الإيراني أينما وُجد، وبكل وسيلة».
ويأتي هذا الهجوم في رابع أيام التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات دولية من تفجر مواجهة إقليمية شاملة قد تمتد إلى خارج حدود البلدين وتشعل الجبهات المتوترة في سوريا ولبنان والعراق.
الأمم المتحدة: لا مبرر لاستهداف الإعلام
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “صدمته البالغة” جراء استهداف منشأة إعلامية مدنية، داعياً إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية الصحفيين ووسائل الإعلام من أن يكونوا وقوداً للحرب.
في ردود فعل سريعة، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا الطرفين إلى التهدئة. وصرّح المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن “ضرب المنشآت الإعلامية يثير تساؤلات قانونية وإنسانية خطيرة”، فيما عبّرت لندن عن “قلق بالغ من الانزلاق نحو حرب مفتوحة”.
طهران تتوعد بـ”رد رادع”
إيران نددت بشدة بالهجوم، ووصفت ما حدث بأنه “جريمة متعمدة ضد السيادة الإيرانية”، متوعدة بأن الرد “سيكون قاسياً ومفاجئاً”، بحسب المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، الذي أشار إلى أن “العدو سيدفع الثمن”.
في بيان رسمي، أكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أنها لن تتوقف عن البث، معتبرة أن القصف “لن يثني صوت المقاومة عن كشف الجرائم الصهيونية”. وأضافت أن القناة ستعود لبث برامجها الكاملة خلال الساعات المقبلة.
الضربة تحمل رسائل استراتيجية
يرى محللون أن استهداف التلفزيون الإيراني لم يكن فقط ضربة دعائية، بل رسالة مباشرة إلى القيادة الإيرانية بأن “كل رموز السلطة في مرمى النار”، وأن إسرائيل مستعدة لتوسيع بنك أهدافها ليشمل البنى الرمزية للنظام.