في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، تتحرك الحكومة العراقية بحذر شديد لضبط مواقف الفصائل المسلحة، ومنع انجراف البلاد نحو صراع أوسع. رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعث برسائل واضحة للبعثات الدبلوماسية، مندداً بـ”العدوان الإسرائيلي”، لكنه أكد في الوقت نفسه أن العراق يحرص على عدم التورط في مواجهات إقليمية مفتوحة.
دعم سياسي لطهران.. ولكن!
رغم التأييد السياسي التقليدي لطهران، إلا أن الحكومة العراقية تبذل جهوداً كبيرة لحصر هذا التأييد في الإطار الرسمي فقط. مصادر حكومية كشفت أن الفصائل المُقربة من إيران تلقت تحذيرات بعدم الانخراط في أي ردود فعل عسكرية.
هذه المحاولة لفرض الانضباط السياسي تواجه اختبارات صعبة على الأرض، خاصة في ظل ضغوط شعبية وفصائلية.
انقسام في الميدان
شهدت بغداد خلال الساعات الماضية مشاهد توتر، مع محاولة أنصار “الإطار التنسيقي” إزالة الحواجز الأمنية المؤدية إلى المنطقة الخضراء، حيث تقع السفارة الأميركية.
هذه التحركات تعكس حجم التحديات التي تواجه الحكومة في فرض هيبتها وسط معسكرات متباينة الولاء والانتماء.
تحالف حكومي موحد.. ولكن المخاطر قائمة
تحالف “إدارة الدولة”، الذي يضم قوى شيعية وسنية وكردية، أعلن دعمه الكامل لقرارات الحكومة في إدارة الأزمة، ما يمنح السوداني غطاءً سياسياً.
ومع ذلك، لا يزال محللون يشككون في قدرة الحكومة على كبح جماح الفصائل المسلحة، محذرين من خطر انتقال التصعيد إلى الأراضي العراقية.
المالكي يدعو للحوار.. والسوداني يحذر
في خطوة تهدف لاحتواء الغليان، دعا نوري المالكي، زعيم “ائتلاف دولة القانون”، إلى اعتماد الحوار كوسيلة لخفض التصعيد الإقليمي، بينما شدد وزير الخارجية فؤاد حسين على أن الصراع القائم يهدد الأمن والسلم في المنطقة بأسرها، في إشارة إلى تداعيات محتملة تمس الداخل العراقي.
يحاول العراق أن يمشي على حبل مشدود، متجنباً الانحياز الكامل، بينما يوازن بين شراكاته الإقليمية واستقراره الداخلي. وبين التصعيد الإقليمي وضغط الفصائل، تبقى بغداد في اختبار صعب لفرض السيادة وكبح التورط.