حذّر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خطورة استهداف المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدين أن ذلك يشكّل تهديدًا جسيمًا للأمن الإقليمي والعالمي. جاء ذلك خلال اجتماع موسّع عقده السفراء مع مدير عام الوكالة رافاييل غروسي، في العاصمة النمساوية فيينا.
دعوات لضمان سلامة المنشآت وتعزيز التدابير الوقائية
وشدّد السفراء على أهمية أن تتحمّل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولياتها لضمان سلامة المنشآت النووية القريبة جغرافيًا من دول مجلس التعاون. وأكدوا ضرورة تطبيق أعلى معايير الجاهزية والتدابير الوقائية لمنع أي أضرار إشعاعية محتملة.
وحذّرت دول الخليج من أن أي استهداف للمنشآت النووية سيتسبب في أضرار واسعة النطاق، سواء على صعيد التداعيات الإنسانية أو البيئية. وأشار السفراء إلى أن ذلك يُعدّ انتهاكًا صريحًا لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وخرقًا لمنظومة الضمانات النووية الدولية.
تصعيد إسرائيلي يُفاقم التوترات ويخلّف مئات القتلى
تأتي تحذيرات مجلس التعاون في وقت تصاعد فيه الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث أودى بحياة 430 شخصًا على الأقل وأدى إلى إصابة أكثر من 3500 آخرين منذ بدء الهجمات في 13 يونيو (حزيران).
وتبرّر إسرائيل هجماتها بدعوى سعي إيران إلى تطوير أسلحة نووية، فيما تؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصّص للأغراض السلمية فقط.
دعوات إقليمية لخفض التصعيد وتغليب الدبلوماسية
دعت دول مجلس التعاون إلى ضبط النفس وتغليب المسار الدبلوماسي لإنهاء التوتر المتصاعد في المنطقة، مشددة على أن التصعيد العسكري لن يزيد الوضع إلا تعقيدًا. وأكدت على ضرورة احترام السيادة الوطنية لكافة الدول وتفادي أي أعمال من شأنها إشعال صراع أوسع.
وشدد السفراء على أن أمن المنشآت النووية مسؤولية جماعية تتطلب تنسيقًا دوليًا فعالًا. وأشاروا إلى أهمية تعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الدولية المعنية لضمان تطبيق معايير الأمان النووي وتعزيز آليات الرصد والمراقبة.
مخاوف من تأثير النزاعات على الاقتصاد الإقليمي والعالمي
عبّر خبراء اقتصاديون عن قلقهم من انعكاس استمرار التصعيد على أسعار الطاقة وحركة التجارة البحرية، خصوصًا أن منطقة الخليج تُعد شريانًا رئيسيًا لإمدادات النفط. وأكدوا أن استقرار المنطقة حيويّ لاستقرار الأسواق الاقتصادية الدولية وتفادي موجات تضخم جديدة.
طالبت دول الخليج الأطراف المتنازعة بفتح قنوات اتصال جادة ومباشرة برعاية دولية، بهدف الوصول إلى تفاهمات تحدّ من التصعيد وتمنع وقوع أزمات إنسانية أشد قسوة. وأكدت أن خيار التفاوض يظل دائمًا أكثر جدوى وأمانًا من المواجهات العسكرية.
ترقُّب دولي لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي
في السياق ذاته، تتجه الأنظار إلى مجلس الأمن الدولي الذي من المتوقع أن يعقد جلسة طارئة لبحث التطورات الجارية وتداعياتها على الأمن والسلم الدوليين.
وأعرب دبلوماسيون عن أملهم في أن يسفر الاجتماع عن خطوات عملية لمنع استمرار الهجمات والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.