توعّد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، يحيى سريع، السبت، باستهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر، في حال تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا إلى جانب إسرائيل ضد إيران، الداعم الرئيسي للجماعة في اليمن.
تحذير مباشر إلى واشنطن
سريع، وفي بيان نشرته وسائل إعلام الجماعة، قال إن “السفن والبوارج الأميركية ستكون هدفًا مباشرًا إذا تورطت واشنطن في العدوان على إيران”، محذرًا من أن البحر الأحمر قد يتحول إلى ساحة مفتوحة للمواجهة في حال اتساع رقعة الحرب الحالية.
ضغوط الحرب ونقاط اللاعودة
يأتي هذا التهديد في ظل حملة عسكرية غير مسبوقة شنتها إسرائيل على أهداف داخل إيران منذ 13 يونيو/حزيران، زاعمة امتلاكها معلومات استخباراتية تُفيد بأن البرنامج النووي الإيراني “بلغ نقطة اللاعودة”. وردت طهران بسلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، مما عمّق مخاوف اتساع رقعة المواجهة لتشمل أطرافًا إقليمية ودولية.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من جهته، منح نفسه مهلة أسبوعين لتحديد ما إذا كانت بلاده ستنخرط عسكريًا في هذا النزاع، مؤكدًا يوم الجمعة أنه قد يتخذ قراره “في وقت أقرب” من نهاية المهلة.
البحر الأحمر: ساحة حرب محتملة
منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، كثّف الحوثيون هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة نحو موانئها، ضمن ما وصفوه بـ”دعم المقاومة الفلسطينية”. هذه العمليات استُؤنفت بعد انتهاء هدنة دامت شهرين انتهت في مارس/آذار، رغم اتفاق تهدئة رعته سلطنة عمان في 6 مايو بين واشنطن والجماعة اليمنية، عقب سلسلة غارات أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن.
إسرائيل تقصف صنعاء وصعدة
رغم هذا الاتفاق، استمرت الضربات الجوية الإسرائيلية على مناطق سيطرة الحوثيين، لا سيما في صنعاء وصعدة، ما زاد من احتمالات عودة التصعيد. وأكد المتحدث باسم الحوثيين أن “العدو الإسرائيلي ينفذ أجندة توسعية للهيمنة على المنطقة، بدعم وشراكة أميركية معلنة”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”التحالف الصهيوني الأميركي” الهادف إلى إعادة تشكيل خارطة النفوذ في الشرق الأوسط.
التصعيد البحري يُهدد التجارة العالمية
التوتر في البحر الأحمر لم يعد محصورًا بين الحوثيين وإسرائيل، بل أصبح يثير قلق المجتمع الدولي نظرًا لما يمثّله من ممر حيوي لحركة التجارة العالمية. ويخشى المراقبون أن يتحول هذا التهديد الجديد إلى مواجهة بحرية قد تستهدف سفنًا تجارية أو عسكرية، مما يعمق من الأزمة الإقليمية ويضيف طبقات جديدة من التعقيد لأي محاولة لاحتوائها.
في ظل هذا الواقع، تبقى كل الخيارات مفتوحة، بما في ذلك التصعيد البحري، ما لم تُفتح قنوات حقيقية لاحتواء الأزمة وتجنيب المنطقة مزيدًا من الانفجار.