توصلت دراسة بحثية جديدة إلى أن تناول زيت الزيتون يوميًا قد يُساهم بشكل ملحوظ في تقليل خطر الإصابة بالخرف، بل ويُقلل كذلك من فرصة الوفاة المرتبطة بهذا المرض المدمر. تأتي هذه النتائج في وقت ارتفعت فيه معدلات وفيات الخرف عالميًا على مدار العشرين عامًا الماضية، رغم انخفاض الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والسكتات الدماغية، حيث يُودي مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى بحياة ثلث كبار السن.
الكنز السائل: زيت الزيتون ودعم وظائف الدماغ
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة JAMA Network Open، ارتبط تناول ما لا يقل عن سبعة جرامات من زيت الزيتون يوميًا بانخفاض خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة 28%. واللافت في هذه النتائج أنها لم تتأثر بالعوامل الغذائية الأخرى أو العوامل الوراثية، مما يُشير إلى أن زيت الزيتون يتمتع بخصائص خاصة تُعزز وظائف الدماغ بشكل مستقل. يبدو أن هذه الفائدة لا تتأثر بجودة النظام الغذائي ككل، مما يعزز مكانة زيت الزيتون كعنصر غذائي استثنائي.
أظهرت دراسة استباقية شملت 92,383 فردًا، وتمت متابعتهم لمدة 28 عامًا، أن استهلاك أكثر من 7 جرامات يوميًا من زيت الزيتون، بغض النظر عن نظامهم الغذائي العام، ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة 28% مقارنةً بعدم استهلاكه إطلاقًا أو نادرًا. تُشير هذه النتائج بقوة إلى أن استهلاك المزيد من زيت الزيتون قد يكون وسيلة فعالة لتقليل خطر الوفاة المرتبطة بالخرف.
من الذاكرة إلى الحلول: أثر زيت الزيتون على الخرف
يُعرّف الخرف بأنه أي فقدان حاد في المهارات الإدراكية يؤثر على الأداء اليومي، بما في ذلك الذاكرة، اللغة، وحل المشكلات. يعاني أكثر من 55 مليون شخص حول العالم من الخرف، ويُقدر عدد الحالات الجديدة التي تُشخّص سنويًا بعشرة ملايين حالة. تُشير الدراسة إلى أن تناول زيت الزيتون بكثرة قد يُقلل من احتمال الوفاة المرتبطة بالخرف، وتؤكد أن اتباع نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي يمكن أن يُساعد في الوقاية من مرض الزهايمر أو إبطاء تطوره.
قام الباحثون بفحص استبيانات غذائية وبيانات وفيات جُمعت من أكثر من 90 ألف أمريكي على مدى ثلاثة عقود، بهدف فهم أعمق لفوائد زيت الزيتون على وظائف الدماغ. خلال هذه الفترة، توفي 4749 مشاركًا في الدراسة بسبب الخرف، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إنديا. وكشفت الأبحاث أن الأشخاص الذين تناولوا أكثر من نصف ملعقة كبيرة من زيت الزيتون يوميًا كانوا أقل عرضة للوفاة بسبب الخرف بنسبة 28% مقارنةً بمن لم يُصابوا به قط أو نادرًا.
ليس هذا فحسب، بل اكتشف الباحثون أيضًا أن استبدال ملعقة صغيرة فقط من السمن النباتي والمايونيز بنفس الكمية من زيت الزيتون يوميًا يرتبط بانخفاض خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة تتراوح بين 8% و14%.
تحذير وتوصية: اعتدال في الاستهلاك
من جانبها، حذّرت الباحثة آن جولي تيسييه من أن الدراسة قائمة على الملاحظة فقط، ولا تُثبت بشكل قاطع وجود صلة سببية بين زيت الزيتون وانخفاض خطر الوفاة بالخرف. لذا، تحتاج آثاره إلى تأكيد من خلال المزيد من الأبحاث القائمة على التدخل. علاوة على ذلك، يُنصح بتناول الزيتون وزيت الزيتون باعتدال، نظرًا لاحتوائهما على سعرات حرارية عالية، للحفاظ على وزن صحي وتجنب أي زيادة غير مرغوبة.