أعربت المملكة العربية السعودية، الأحد، عن «قلقها البالغ» إزاء التصعيد الخطير الذي يشهده الشرق الأوسط، عقب الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية، مطالبة الأطراف كافة بضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى مواجهة أوسع من شأنها زعزعة أمن المنطقة واستقرارها.
ضربات أميركية غير مسبوقة تستهدف قلب إيران النووي
في تطور أمني هو الأبرز منذ عقود، شنت القوات الأميركية ضربات جوية على مواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، في عملية وُصفت بأنها «ردع حاسم» لدعم إسرائيل، ما يزيد من حالة التوتر المتصاعد منذ منتصف الشهر الجاري.
وبحسب صور أقمار صناعية من شركة «ماكسار تكنولوجيز»، أظهرت أضرارًا كبيرة لحقت بمحطة «فوردو» لتخصيب الوقود، ما ينذر بدخول الأزمة مرحلة أكثر تعقيدًا، خاصة في ظل تقارير عن استعدادات إيرانية لردّ محتمل.
السعودية: ندين أي انتهاك لسيادة الدول
في بيان رسمي لوزارة الخارجية السعودية، جددت المملكة موقفها الثابت برفض أي تدخل ينتهك سيادة الدول، مؤكدة إدانتها السابقة لأي هجمات على الأراضي الإيرانية، ومشددة على أن مثل هذه الأعمال تُفاقم من خطورة الوضع الأمني بالمنطقة.
دعت السعودية المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة ويفتح صفحة جديدة من التعاون الإقليمي، مؤكدة أن الحوار هو السبيل الوحيد لتفادي دوامة التصعيد التي من شأنها الإضرار بأمن واستقرار المنطقة وشعوبها.
تحذيرات من انزلاق أوسع إلى المواجهة
حذرت المملكة من أن استمرار التصعيد، وتبادل الهجمات العسكرية، يزيد من مخاطر اندلاع مواجهة أوسع على مستوى المنطقة، لا يمكن التكهن بعواقبها الاقتصادية والأمنية، خاصة في ظل توتر أسواق الطاقة وتزايد القلق الدولي من انهيار محتمل لاستقرار الشرق الأوسط.
في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة، تواجه الولايات المتحدة تحديًا دبلوماسيًا لإقناع شركائها الأوروبيين والخليجيين بجدوى ضرباتها الاستباقية، فيما تتعالى الأصوات الداعية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات لتجنيب المنطقة مزيدًا من الدمار.
مع استمرار حالة التأهب على أكثر من جبهة، تبقى دعوات السعودية للتهدئة وضبط النفس صوتًا معتدلًا يدعو إلى تغليب الحكمة وتغليب لغة الحوار، وسط أجواء من القلق الدولي من أن تؤدي المواجهة بين واشنطن وطهران إلى ما هو أسوأ.