أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على ضرورة التوصل إلى اتفاق مستدام بشأن البرنامج النووي الإيراني، بما يضمن خفض التوتر المتصاعد وتحييد خطر إشعال المواجهات في المنطقة.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه بنظيره الإيراني عباس عراقجي على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول.
تحركات دبلوماسية لاحتواء التصعيد
واستعرض “عبد العاطي” الاتصالات المكثفة التي أجراها خلال الأيام الأخيرة بهدف تعزيز وقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أهمية اللجوء إلى المسار السياسي والدبلوماسي وتفادي أي حلول عسكرية من شأنها زعزعة استقرار الإقليم.
في السياق ذاته، أجرى وزير الخارجية المصري اتصالاً هاتفياً مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، حيث بحثا سبل احتواء التصعيد المتسارع ووقف إطلاق النار، وأكد عبد العاطي أن التسوية السلمية والحوار يبقيان الخيار الوحيد لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
واتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتنسيق لدفع الأطراف كافة إلى طاولة المفاوضات، بهدف التوصل إلى حل يضمن أمن المنطقة ويمنع انزلاقها إلى صراع أوسع يدفع ثمنه الجميع.
سياق التصعيد بين واشنطن وطهران
وجاءت الضربة الأمريكية على إيران بعد أشهر من التصعيد المتبادل بين الطرفين، حيث شهدت المنطقة سلسلة من الاستفزازات التي شملت استهداف قواعد أمريكية وأخرى حليفة في العراق وسوريا، إلى جانب اتهامات لإيران بدعم جماعات مسلحة تقوض الاستقرار الإقليمي.
وأعلنت الإدارة الأمريكية أن الضربة العسكرية جاءت رداً على ما وصفته بـ”الاستفزازات الإيرانية” التي تهدد أمن قواتها ومصالحها في الشرق الأوسط. وأكد مسؤولون أمريكيون أن الضربة استهدفت مواقع نوعية تابعة للحرس الثوري الإيراني والبنية التحتية المرتبطة به، بهدف تقليص قدراته على شن هجمات مستقبلية.
تأثير الضربة على المشهد الإقليمي
وأعادت الضربة الأمريكية إلى الأذهان أجواء التوتر التي شهدتها المنطقة عقب مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، حيث حذر خبراء من أن هذا التصعيد من شأنه أن يدفع أطراف النزاع إلى ردود فعل قد تتسبب في توسيع دائرة المواجهة، خاصة إذا لم يتم احتواء الموقف دبلوماسياً.
واستنكرت إيران الضربة واعتبرتها خرقاً صارخاً لسيادتها، ملوّحة بالرد في الوقت والمكان اللذين تختارهما. من جانب آخر، دعت دول إقليمية وأوروبية إلى ضبط النفس والتهدئة خشية من اندلاع مواجهة واسعة النطاق، مؤكدين أهمية العودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب انفلات الأوضاع.
انعكاساتها على جهود الدبلوماسية النووية
جاءت الضربة الأمريكية في وقت حساس يشهد تحركات دبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، مما يزيد من تعقيد المساعي الدولية الرامية إلى تحقيق تسوية مستدامة. ويرى مراقبون أن تصاعد التوتر العسكري قد يضعف فرص استئناف المحادثات، ويدفع الأطراف إلى مواقف أكثر تصلباً.