أعلنت هيئات الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية والإمارات والكويت عدم رصد أي آثار إشعاعية على أجوائها ومياهها الإقليمية عقب الضربات الأميركية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية فجر الأحد.
وجاء في بيانات رسمية أصدرتها تلك الجهات أن مستويات الإشعاع لم تتجاوز المعدلات الطبيعية، ما يُطمئن السكان بعد التصعيد العسكري المفاجئ.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: المنشآت النووية الإيرانية آمنة حتى الآن
أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها لم تتلق حتى الآن تقارير عن تسرب إشعاعي من المواقع المستهدفة، بما فيها منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
وأكدت الوكالة عزمها إجراء تقييمات إضافية لمتابعة التطورات ميدانياً، مع الالتزام بإعلان أي مستجدات على الفور.
في سياق موازٍ، صعّدت إيران من هجماتها، إذ أطلقت دفعتين من الصواريخ البعيدة المدى تجاه أهداف داخل إسرائيل ردًا على القصف الأميركي. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن صاروخ “خيبر” استخدم للمرة الأولى، مستهدفًا مراكز أبحاث ومرافق أمنية إسرائيلية، ما يزيد من خطر التصعيد العسكري بالمنطقة.
المجتمع الدولي يدعو للتهدئة وتفادي التصعيد
أعربت منظمات دولية ودول عديدة عن قلقها البالغ من تطورات الأحداث، وحثت الأطراف كافة على وقف التصعيد والعودة إلى طاولة الحوار.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو الدبلوماسية”، فيما طالبت دول أوروبية وعربية بوقف الأعمال العسكرية على الفور.
يرى محللون أن الضربات الأميركية على إيران تمثل سابقة خطيرة قد تؤدي إلى ردود أفعال واسعة النطاق، بما يشمل ميليشيات مدعومة من إيران ومصالح أميركية في المنطقة.
وأكد العميد الركن حسن جوني، الخبير العسكري، أن المواجهة الحالية تحمل مؤشرات على تصعيد مستمر يصعب السيطرة عليه، مشيرًا إلى أن الضربات الإسرائيلية السابقة على إيران فتحت الباب لعمليات أوسع.
السكان يعيشون حالة ترقب حذر
في المدن الإيرانية القريبة من المواقع المستهدفة، سادت أجواء من القلق والترقب، إذ سارع بعض السكان إلى تخزين الإمدادات الغذائية والطبية. ورغم تطمين السلطات بعدم وجود مخاطر إشعاعية فورية، فإن الخوف من احتمال ضربات جديدة يزيد من حالة التوتر الشعبي.
وفي تصريحات رسمية عقب الضربات، كررت واشنطن موقفها الحازم من برنامج إيران النووي. إذ أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن امتلاك إيران سلاحًا نوويًا يُعَدُّ تهديدًا مباشرًا للأمن الدولي، داعيًا إلى فرض مزيد من العقوبات إذا لم تستجب إيران للجهود الدبلوماسية الرامية لخفض التصعيد.
مراقبون: الدبلوماسية هي الخيار الوحيد لتجنب الكارثة
يرى دبلوماسيون دوليون أن الطريق إلى حل سلمي ما زال ممكنًا إذا التزمت جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأشار هؤلاء إلى أهمية إشراك القوى الإقليمية والدولية المؤثرة لإيجاد صيغة تضمن أمن المنطقة واستقرارها بعيدًا عن شبح المواجهة المفتوحة.