اتّفق الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على العمل المشترك من أجل تجنيب لبنان أيّ تداعيات سلبية محتملة جراء التصعيد الإقليمي المتزايد. وأكّدا خلال اتصال هاتفي على أهمية الحفاظ على وحدة الصف الوطني وتعزيز التضامن الداخلي.
سلسلة اتصالات لضمان أمن لبنان
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن سلام أجرى سلسلة من الاتصالات شملت وزير الدفاع ميشال منسى ووزير الداخلية أحمد الحجار وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، من أجل رفع الجاهزية الأمنية وتنسيق الجهود لمنع أي خروقات أمنية والحفاظ على الاستقرار في هذه المرحلة الدقيقة.
يأتي ذلك في وقت تصاعد فيه التوتر بالمنطقة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شنّ ضربات على منشآت نووية في إيران.
كما أُعلن عن استهداف الطيران الحربي المعادي لمبنى إرسال قناة المنار على تلال تومات نيحا بجزين، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد الأمني في لبنان.
حرص على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة
شدّد عون وسلام على إبقاء قنوات التواصل والتنسيق مستمرة بين جميع مؤسسات الدولة، وأكّدا أن المصلحة العليا للبلاد تقتضي وحدة الصف وعدم الانجرار إلى أي مواجهة تزيد من أعباء اللبنانيين.
في ظل الوضع الإقليمي المتفجّر، تتزايد المخاوف من انعكاس التصعيد على الداخل اللبناني. وتبقى السلطات الرسمية على استعداد لاتخاذ كل التدابير التي من شأنها حماية البلاد وتحييدها عن أية اضطرابات محتملة.
خبراء أمنيون يدعون إلى رفع مستوى الجاهزية
من جانبه، أكد الخبير الأمني العميد المتقاعد سامر الحايك أن المرحلة تتطلب رفع درجة التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتعزيز الحضور الميداني على الأرض لمنع أية خروقات محتملة، وأضاف أن الأجهزة اللبنانية أثبتت قدرتها سابقًا على التعامل مع أزمات أمنية مشابهة، مشددًا على أن اليقظة والحذر يجب أن يكونا أولوية في الوقت الراهن.
من جهتها، أصدرت عدة قوى سياسية بيانات داعمة للمساعي التي يبذلها رئيسا الجمهورية والحكومة لحماية استقرار لبنان، فأكد حزب المستقبل على أهمية الوحدة الوطنية وتغليب مصلحة البلاد على أية حسابات حزبية، بينما شدد التيار الوطني الحر على وجوب استمرار التنسيق بين السلطات السياسية والعسكرية. كما دعت حركة أمل إلى تحصين الجبهة الداخلية لمواجهة أية تطورات محتملة بروح المسؤولية والتضامن.
المجتمع المدني يدعو إلى عدم الانجرار وراء التصعيد
على صعيد آخر، طالبت منظمات من المجتمع المدني بضرورة الابتعاد عن أية خطابات تحريضية أو مواقف من شأنها تعميق التوتر الداخلي. وأكدت أن المرحلة الراهنة تحتاج إلى صوت العقل والحكمة من مختلف الأطراف من أجل الحفاظ على السلم الأهلي، مناشدة وسائل الإعلام توخي الدقة وعدم المبالغة في نقل الأحداث لتفادي نشر الهلع بين المواطنين.