جدد الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، تأكيده وجود مفاوضات غير مباشرة جارية عبر وسطاء دوليين تهدف إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، في ظل تصاعد التوترات الأمنية جنوب البلاد.
وجاء حديث الشرع خلال لقائه وفدًا من وجهاء وأعيان محافظتي القنيطرة والجولان، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وفق بيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية نُشر عبر منصة “إكس”.
البيان أوضح أن الاجتماع تناول الأوضاع الخدمية والمعيشية والأمنية في تلك المناطق، إضافة إلى تداعيات الانتهاكات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، التي شكّلت محورًا رئيسيًا في مداخلات الحضور.
توغلات مستمرة في الجنوب والرئاسة ترد عبر القنوات الدبلوماسية
خلال اللقاء، أبلغ الرئيس السوري ضيوفه بأن الدولة تعمل على احتواء التصعيد الإسرائيلي عبر مفاوضات غير مباشرة يقودها وسطاء دوليون، دون الكشف عن هوية هذه الأطراف أو مدى التقدم في المسار التفاوضي.
الشرع شدد في كلمته على أهمية دور الوجهاء المحليين في “تعزيز الروابط الوطنية ونقل هموم المواطنين”، مؤكدًا أن أصوات الناس في تلك المناطق تُؤخذ بعين الاعتبار في صياغة المواقف والسياسات، خصوصًا في ظل الاعتداءات التي طالت مدنيين وأدت إلى تدمير ممتلكات عامة وخاصة.
موقف متجدد سبق أن طُرح في باريس
هذه هي المرة الثانية التي يتحدث فيها الشرع عن قنوات تفاوضية غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي منذ توليه الرئاسة، إذ سبق أن أشار إلى هذه المحادثات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، خلال شهر مايو/أيار الماضي.
وفي تلك المناسبة، طالب الشرع إسرائيل بوقف تدخلها “العشوائي” في الشأن السوري، دون التلويح بأي رد عسكري، ما عُدّ حينها تحولاً في اللهجة السياسية السورية تجاه إسرائيل، خصوصًا بعد تغيير القيادة في دمشق أواخر عام 2024.
تصعيد إسرائيلي منذ تغيير النظام واستغلال للفراغ الأمني
ورغم غياب التهديدات المباشرة من القيادة السورية الجديدة تجاه إسرائيل، واصلت تل أبيب تنفيذ غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية ومراكز تموضع لقوات الجيش، بالإضافة إلى تدمير آليات ومستودعات ذخيرة، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
كما نفّذت إسرائيل توغلات برية في محافظتي القنيطرة وريف دمشق، في ظل فراغ أمني جزئي أعقب سقوط النظام السابق، وسط اتهامات سورية بأن تل أبيب تستغل الواقع الانتقالي لتوسيع رقعتها الأمنية داخل الأراضي السورية.
الجولان.. احتلال مستمر وتوسع استراتيجي نحو جبل الشيخ
منذ عام 1967، لا تزال إسرائيل تحتل معظم أراضي الجولان السوري، وقد أعلنت صراحة انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974 مع سوريا، مستفيدة من تغير موازين القوى على الأرض بعد عام 2024.
كما أحكمت إسرائيل قبضتها على “جبل الشيخ”، الموقع الاستراتيجي الذي لا يبعد سوى 35 كيلومترًا عن العاصمة دمشق، ويقع على الحدود بين سوريا ولبنان، ويطل على أراضي فلسطين المحتلة، ويمكن رؤيته من داخل الأردن. ويسيطر هذا الجبل، الذي يبلغ ارتفاع أعلى قممه 2814 مترًا، على مناطق حيوية ويُعد نقطة مراقبة عسكرية متقدمة.