لم تعد الترندات التي تظهر على منصات التواصل الاجتماعي مقتصرة على الجانب الترفيهي، بل امتدت لتشمل تحديات قد تكون بالغة الخطورة، خاصة على فئة الأطفال والمراهقين. فبعد انتشار ترند الكركم الذي أثار الجدل، ظهر مؤخرًا ترند جديد يُعرف بـ “ترند المسكنات“، مما دفع الأطباء وخبراء الصحة إلى دق ناقوس الخطر وتحذير الجمهور من مخاطره.
مخاطر صحية قاتلة لا تتجاهلها!
أكد الدكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن تداول ترند “المسكنات” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين صغار السن، أمر بالغ الخطورة. حذر من التعامل مع المسكنات كأنها وسيلة سهلة لتسكين الألم يمكن اللجوء إليها في أي وقت، مشيرًا إلى أن الاستخدام العشوائي والمتكرر لها يؤدي إلى أضرار صحية بالغة. ومن أبرز هذه الأضرار:
مشاكل في المعدة: يمكن أن يسبب الاستخدام المفرط للمسكنات قرحة المعدة، النزيف الداخلي، وآلامًا شديدة.
مشاكل في الكلى: تُعد المسكنات من الأسباب الرئيسية للقصور الكلوي الحاد والمزمن، وقد تتفاقم الحالة لتصل إلى الفشل الكلوي والحاجة إلى جلسات الغسيل، لا سيما لدى كبار السن ومرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.
احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم: هذا قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة القلب، مما يُعرض الشخص لأزمات قلبية.
تأثيرات سلبية على عضلة القلب: قد يتسبب الاستخدام الطويل أو الجرعات الزائدة في أضرار مباشرة لعضلة القلب.
ارتفاع إنزيمات الكبد والفشل الكبدي: الاستخدام غير المنضبط للمسكنات يُشكل خطرًا على وظيفة الكبد بشكل عام.
الإدمان: بعض أنواع المسكنات قد تسبب الإدمان، خاصة تلك التي تحتوي على مواد أفيونية، مما يحولها إلى مشكلة مزمنة.
تفاعلات دوائية خطيرة: قد تتداخل المسكنات مع أدوية أخرى يتناولها المريض، مما يسبب مضاعفات صحية معقدة وغير متوقعة.
مشكلات في الجهاز التنفسي: قد تصل إلى صعوبة في التنفس، خصوصًا في حالات الحساسية أو الاستعمال المفرط.
أضاف الدكتور عماد سلامة أن المشكلة لا تكمن فقط في انتشار هذا السلوك كترند مؤقت، بل في تبني البعض له كعادة يومية، حيث أصبح تناول المسكنات يتم دون الرجوع للطبيب، ودون الالتزام بالجرعات أو فترات الاستخدام الآمنة.
لذا، يجب على الجميع توخي الحذر الشديد وعدم الانسياق وراء هذه الترندات الخطيرة، واللجوء دائمًا إلى استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من الأدوية، مهما كان بسيطًا.