أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، استعداد بلاده لخوض جولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الأمر يتوقف فقط على الاتفاق حول المكان والزمان، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية خلال مؤتمر صحفي في العاصمة البيلاروسية مينسك.
وأكد بوتين أن المفاوضات المقبلة ستتناول مذكرات التفاهم المتبادلة بين الجانبين، التي قال إنها تتضمن تصورات متعارضة تمامًا حول سبل تسوية النزاع، لكنه شدد على أن هذا التباين لا يمثل عائقًا، موضحًا أن “وظيفة المفاوضات هي السعي لإيجاد أرضية مشتركة”.
إشادة بالوساطة التركية وجهود إسطنبول السابقة
وخلال المؤتمر، عبّر بوتين عن شكره للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مؤكدًا أن تركيا أدّت دورًا مهمًا في الوصول إلى تفاهمات تم تنفيذها في وقت سابق خلال مفاوضات إسطنبول. وقال إن تلك الجهود شكلت أساسًا يمكن البناء عليه في أي جولة تفاوض مقبلة.
كما أشار إلى أن روسيا لا تعارض استمرار الوساطة التركية، ملمّحًا إلى انفتاح موسكو على أي مبادرة تساهم في إنهاء الحرب، شرط أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية والسياسية الروسية.
بوتين: أحترم ترامب ومستعد للقاءات
وفي ما بدا رسالة مفتوحة إلى واشنطن، لم يستبعد بوتين عقد لقاء مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مشيدًا بجهوده السابقة في ما وصفه بـ”محاولات صادقة” لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال: “أكن احترامًا كبيرًا لترامب، وإذا اقتضى الأمر، فإنني منفتح على اللقاءات والاتصالات مع جميع الأطراف المعنية”.
ورغم عدم تحديد موعد أو إطار زمني لأي اجتماع، بدا الرئيس الروسي حريصًا على إبراز مرونة سياسية تجاه وساطات محتملة، سواء أكانت تركية أو أميركية.
مذكرات تفاهم متعارضة… ولكن التواصل مستمر
كشف بوتين أن مذكرتي التفاهم بين موسكو وكييف، والتي يُفترض أن تكونا أساس المفاوضات المقبلة، تتضمنان “رؤى متناقضة تمامًا” لما ينبغي أن تكون عليه تسوية النزاع، مؤكدًا في الوقت ذاته أن ذلك لا يفاجئ أحدًا، باعتباره من طبيعة الصراعات الطويلة والمعقدة.
وفي لفتة إنسانية نادرة، أشار الرئيس الروسي إلى أن قنوات التواصل بين الجانبين ستظل مفتوحة على الأقل من أجل مواصلة عمليات تبادل الأسرى وجثث القتلى من الجنود، في مؤشر على وجود حد أدنى من التنسيق الإنساني رغم استمرار المواجهات العسكرية.