قال توماس باراك، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، إن الحكومة السورية الجديدة تُجري حوارًا غير معلن مع إسرائيل حول قضايا تتعلق بالحدود، ووجود الجيش الإسرائيلي، والمستقبل السياسي للدولة السورية. وأضاف باراك، في تصريحات إعلامية اليوم الجمعة، أن “المحادثات تركز على ضمان وجود دولة قابلة للحياة لا تسعى إلى الحرب”.
وأوضح أن القيادة السورية الحالية، برئاسة الرئيس أحمد الشرع، لا ترى في إسرائيل خصمًا تسعى إلى مواجهته عسكريًا، مضيفًا: “ينبغي أن نكون متفائلين ونمنح سوريا فرصة للمضي نحو الاستقرار والسلام”.
“سقوط الأسد فتح الباب أمام السلام”
وفي تغريدة نشرها على حسابه الرسمي، قال باراك إن الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد أوجد فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاقات سلام إقليمية، معتبرًا أن رفع العقوبات الدولية عن سوريا سيكون خطوة محورية في “إعادة تأهيل الاقتصاد السوري، وتعزيز فرص الرخاء والأمن للمواطنين”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تغييرات لافتة في اللهجة الأميركية تجاه دمشق، وسط إشارات متزايدة إلى رغبة في إعادة إدماج سوريا في المشهد الإقليمي والدولي ضمن معادلات جديدة.
الاحتلال يواصل انتهاكاته رغم انفتاح دمشق
ورغم هذا الانفتاح الدبلوماسي، واصلت إسرائيل تنفيذ هجمات عسكرية على الأراضي السورية خلال الشهور الماضية، حيث وثقت تقارير حقوقية مقتل 30 مدنيًا نتيجة تلك الضربات، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي شددت على أن الاستهداف الإسرائيلي لم يقتصر على أهداف عسكرية.
وفي المقابل، لم تصدر عن دمشق أي ردود عسكرية مباشرة، ما يعكس تغيرًا في طبيعة التعاطي مع الهجمات، وربما مؤشرًا على التزام سياسي بضبط النفس ضمن مناخ التفاوض غير المعلن.
مفاوضات غير مباشرة وتأكيد على الالتزام باتفاق 1974
وفي نهاية مايو/ أيار الماضي، أعلنت الحكومة السورية أنها دخلت في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تركز على ضرورة الالتزام باتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، والتي تنظم الوجود العسكري على جانبي الجولان المحتل.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة السورية أن الرئيس أحمد الشرع “يعمل على وقف الاعتداءات الإسرائيلية من خلال مفاوضات غير مباشرة تُجرى عبر وسطاء دوليين”، دون الكشف عن تفاصيل بشأن طبيعة الوسطاء أو جدول المحادثات.