في تحرك دبلوماسي جديد، أعربت مصر عن تطلعها لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، بالتزامن مع جهود مكثفة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن القاهرة تبذل جهوداً حثيثة بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة لوقف النزيف في القطاع، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وخلال لقائه بالممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، كريستوف بيجو، جدد عبد العاطي موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشدداً على أن استمرار العمليات العسكرية يفاقم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، ويُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
خطة عربية لإعادة الإعمار… والتمويل جاهز
وكانت القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة في مارس الماضي، قد أقرت خطة لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار، تشمل مراحل متعددة للتعافي المبكر والتنمية، دون المساس بحقوق السكان أو محاولة فرض تهجير قسري. وتهدف الخطة إلى تنفيذ مشاريع حيوية في البنية التحتية والتعليم والصحة خلال فترة تمتد إلى 5 سنوات.
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة لتحديد موعد مناسب لعقد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، مشدداً على أن الانعقاد مرهون بوقف الأعمال العدائية في القطاع. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في أبريل الماضي، أن القاهرة مستعدة لاستضافة المؤتمر بمجرد توفر الظروف الملائمة.
التسوية السياسية على طاولة القاهرة
وفي سياق متصل، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية، تميم خلاف، أن اللقاء تطرق إلى جهود التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك الدفع نحو عقد مؤتمر دولي للتسوية السلمية بمشاركة السعودية وفرنسا، يهدف إلى تفعيل حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
تحذيرات من تصعيد في الضفة
ولم يقتصر التحرك المصري على غزة فقط، إذ حذر عبد العاطي من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، مندداً بالاعتداءات المتكررة للمستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين. ودعا إلى تدخل دولي عاجل لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين، مؤكداً أن استمرار التصعيد في الضفة يعوق أي جهود للسلام.
بهذا التحرك، تعود مصر لتؤكد دورها المحوري في ملف القضية الفلسطينية، كقوة إقليمية فاعلة تسعى إلى التهدئة وإعادة البناء وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.