تلقت أوكرانيا ضربة غير متوقعة من حليفتها الأهم، إذ أعلنت واشنطن تعليق بعض شحنات الأسلحة، ما دفع كييف إلى التعبير عن قلقها والبحث عن تفسيرات رسمية من الجانب الأميركي.
كييف تطالب بتوضيحات فورية
أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها لم تتلقَ إشعاراً رسمياً بشأن قرار التعليق، لكنها بادرت بطلب محادثة هاتفية مع نظيرتها الأميركية للحصول على توضيحات عاجلة. من جانبها، حذّرت وزارة الخارجية الأوكرانية من أن “أي تأخير” في تسليم السلاح يرسل رسالة خاطئة إلى موسكو، معتبرة أن التراخي الغربي يمنح روسيا دافعاً لمواصلة هجماتها.
وقد تم استدعاء السفير الأميركي لدى كييف، جون غينكل، لمقر الخارجية الأوكرانية لمناقشة تداعيات القرار وتفسير أبعاده.
دفاعات هشة في مواجهة هجمات متصاعدة
مع تزايد اعتماد القوات الأوكرانية على الدعم الأميركي، وصف مصدر عسكري محلي الموقف بأنه “صعب”، مؤكداً أن الذخائر القادمة من أوروبا لا تكفي لتغطية الفجوة التي قد تتركها واشنطن في حال استمرار تعليق الدعم.
وفي وقت تتعرض فيه البلاد لموجة مكثفة من الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة، ارتفع عدد الطائرات بعيدة المدى التي استخدمتها موسكو في يونيو بنسبة 36.8%، ما شكّل ضغطاً كبيراً على منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية.
البيت الأبيض يبرر القرار: الأولوية للمصالح الأميركية
جاءت تصريحات نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، لتؤكد رسمياً تعليق تسليم شحنات من صواريخ الدفاع الجوي إلى أوكرانيا، مبررة القرار بالحاجة إلى الحفاظ على المخزونات الأميركية الاستراتيجية، وقالت: “نضع مصالح أميركا في المقام الأول”.
ورغم ذلك، شددت كيلي على أن “قوة الجيش الأميركي ليست موضع شك، ويمكن سؤال إيران عن ذلك”، في إشارة إلى قدرة الردع الأميركية رغم قرار التعليق.
تحذيرات وتحليلات أميركية
وبحسب تقرير لموقع “بوليتيكو”، فإن البنتاغون اتخذ القرار في مطلع يونيو، لكن تنفيذه الفعلي بدأ مؤخراً. وتخشى المؤسسة العسكرية الأميركية من تراجع المخزون الاستراتيجي للذخائر، وهو ما دفع إلى إعادة النظر في تدفقات الدعم إلى الخارج، لا سيما لأوكرانيا.
ورغم استمرار التوتر في العلاقات بين كييف وواشنطن، فإن إدارة الرئيس دونالد ترمب واصلت تقديم جزء من المساعدات التي كانت قد وُعدت بها خلال ولاية سلفه جو بايدن، والتي بلغت قيمتها أكثر من 60 مليار دولار.
ماكرون وبوتين يتحدثان مجدداً
وفي تطور دبلوماسي متزامن، شهد الملف الأوكراني تحركاً غير متوقع من باريس، إذ أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هي الأولى منذ عام 2022.
وخلال المحادثة، دعا ماكرون إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح مسار تفاوضي جدي بين كييف وموسكو، مؤكداً على دعم فرنسا “الثابت” لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وبحسب الإليزيه، فإن المكالمة استغرقت أكثر من ساعتين، واتفق الطرفان على “مواصلة التواصل” بشأن الملفين الأوكراني والإيراني، بعد أيام من وقف لإطلاق النار في المواجهة بين إسرائيل وإيران، ساهم في خفض التوتر الإقليمي.