استيقظت مدينة تعز، فجر اليوم الخميس، على دوي انفجار هائل هز أرجاء المدينة، بعدما استهدفت طائرة مسيرة تابعة لجماعة الحوثي محطة للوقود، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أكثر من عشرة آخرين، بحسب مصدر محلي.
القدسي تحترق.. والنيران تلتهم المنازل المجاورة
الاستهداف طال محطة “القدسي” الواقعة في حوض الإشراف شمال شرقي المدينة، حيث تسبب القصف في اندلاع حريق كبير أدى إلى تدمير المحطة بشكل شبه كامل، وامتدت ألسنة اللهب إلى عدد من المنازل القريبة، مما أسفر عن أضرار مادية جسيمة.
مصادر عسكرية أكدت لموقع وزارة الدفاع اليمنية “سبتمبر نت” أن الهجوم تم عبر طائرات مسيرة أطلقتها جماعة الحوثي في وقت مبكر من صباح الخميس، مستهدفة خزانات الوقود بالمحطة، في تصعيد جديد من الجماعة ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
الضحايا الذين سقطوا في الحادث جميعهم من المدنيين، حيث تزامن القصف مع تواجد عدد من المواطنين في محيط المحطة، بعضهم كان ينتظر التزود بالوقود، فيما كان آخرون في منازلهم المجاورة. وأكدت مصادر طبية في مستشفى الثورة أن من بين المصابين حالات حرجة.
هرعت فرق الدفاع المدني إلى موقع الانفجار فور وقوعه، حيث تمكنت من السيطرة على الحريق بعد ساعات من الجهود المتواصلة، كما شاركت سيارات الإسعاف في نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، في وقت سادت فيه حالة من الهلع والخوف بين سكان الحي المستهدف.
صمت حوثي على القصف
حتى لحظة إعداد التقرير، لم تُصدر جماعة الحوثي أي تعليق رسمي على الحادث أو مسؤوليته، رغم توجيه الاتهام المباشر من قِبل السلطات المحلية والعسكرية إلى الجماعة المسلحة التي سبق لها تنفيذ هجمات مشابهة بطائرات مسيّرة.
تعز، ثالث أكبر مدن اليمن من حيث عدد السكان، ما تزال تعاني من حصار جزئي تفرضه جماعة الحوثي منذ سنوات، إلى جانب قصف متكرر على الأحياء السكنية والمناطق الحيوية، مما يضاعف من معاناة السكان في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والخدمية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مدينة تعز أو محطات الوقود فيها للاستهداف، فقد سبق أن سُجلت حوادث مماثلة في السنوات الماضية، استُخدمت فيها قذائف هاون وطائرات بدون طيار، وسط إدانات دولية ومحلية متكررة، لم تفلح في وقف هذه الانتهاكات.
انفلات أمني أم استهداف ممنهج؟
تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة يثير تساؤلات واسعة حول حجم الدعم الخارجي الذي تتلقاه جماعة الحوثي في تطوير قدراتها الجوية، وكذلك حول مدى قدرة المجتمع الدولي على ضبط هذا الانفلات الذي يدفع المدنيون ثمنه يومًا بعد يوم.
وطالبت السلطات اليمنية بتحقيق دولي شفاف في الحادث، مشددة على أن استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية يشكل “جريمة حرب”، تستوجب إدانة حازمة من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية العالمية.