أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اتصالًا هاتفيًا مساء أمس الأربعاء، بنظيره السوري أسعد الشيباني، في إطار استمرار التنسيق العربي والتشاور السياسي بين القاهرة ودمشق.
البيان الصادر عن وزارة الخارجية صباح الخميس، أوضح أن الحديث تناول آخر التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية داخل سوريا، فضلًا عن تداعيات السياسات الدولية والإقليمية على مستقبل الشعب السوري.
الانتهاكات الإسرائيلية في قلب النقاش
استعرض الوزير الشيباني في الاتصال ما وصفه بـ”الانتهاكات والتجاوزات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية”، مؤكدًا أنها تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا للأمن الإقليمي.
من جانبه، عبّر الوزير المصري عن الرفض الكامل لأي انتهاك إسرائيلي للسيادة السورية، مؤكدًا دعم مصر الكامل لوحدة الأراضي السورية وسلامتها، وضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية.
شدد عبد العاطي على موقف مصر الثابت من دعم عملية سياسية شاملة، ذات ملكية وطنية سورية خالصة، دون أي إملاءات أو تدخلات خارجية، مؤكدًا أن الحل السياسي هو المسار الوحيد الكفيل بإنهاء الأزمة السورية واستعادة الأمن والاستقرار.
وأكد الوزير المصري أن هذه العملية يجب أن تكون شاملة لكل مكونات الشعب السوري، وتقوم على الحوار بين جميع القوى الوطنية، بما يضمن حفظ وحدة سوريا وتماسكها.
رفع العقوبات الأمريكية وتداعياته المحتملة
تطرق الاتصال أيضًا إلى التقديرات السورية حول تداعيات رفع العقوبات الأمريكية عن المجتمع السوري، في ظل مؤشرات دولية على مراجعة السياسات العقابية في المرحلة المقبلة.
وأعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر لأن تسهم هذه الخطوة، إن تحققت، في تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب السوري، والتخفيف من الأعباء الإنسانية الهائلة التي عانى منها خلال السنوات الماضية.
مكافحة الإرهاب في صلب التعاون المشترك
لم يغب ملف مكافحة الإرهاب عن الاتصال، إذ شدد الوزيران على أهمية مواصلة الجهود الثنائية والإقليمية لمواجهة التنظيمات المتطرفة، وضمان عدم استخدام الأراضي السورية كنقطة انطلاق لأي تهديدات إرهابية مستقبلية.
في هذا السياق، أكد الوزير عبد العاطي على ضرورة أن تكون سوريا عنصرًا فاعلًا في استقرار المنطقة، وليس ساحة لصراعات النفوذ أو الإرهاب، مشددًا على أن أمن سوريا هو جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة العربية.
رسالة مصر: لا استقرار إقليمي دون سوريا مستقرة
ختم الوزير المصري حديثه بالتأكيد على أن عودة سوريا إلى دورها الإقليمي الطبيعي، والمساهمة الإيجابية في المحيط العربي، لا يمكن أن تتم إلا من خلال مسار سلمي مستقر يحفظ سيادة الدولة ويعزز التماسك الداخلي.
وأكد عبد العاطي أن مصر ستظل شريكًا فاعلًا في دعم الشعب السوري وحقوقه، وتقف دومًا مع أي جهود تصب في صالح السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة ككل.