أعلنت حركة حماس، في بيان رسمي ليل الجمعة – السبت، أنها قدمت ردًا “اتسم بالإيجابية” على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى استعدادها الفوري للانخراط في مفاوضات بشأن آليات التنفيذ.
مشاورات داخلية ورد متوافق مع الفصائل
وقالت الحركة في بيانها: “أكملت حركة حماس مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة، وقامت الحركة بتسليم الرد للإخوة الوسطاء والذي اتسم بالإيجابية”. وأضافت أن الحركة “جاهزة بكل جدية للدخول فورًا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار”.
المصادر التي تحدثت إلى “التلفزيون العربي” أشارت إلى أن رد حماس تضمّن ملاحظات محددة، من بينها تحفظ على إنشاء “مؤسسة غزة الإنسانية” كما ورد في مسودة الاتفاق، مع مطالبة بأن يكون لمنظمات الأمم المتحدة، لا سيما الأونروا، دور محوري في إدارة المساعدات والإشراف على التنفيذ الإنساني.
التقديرات الإسرائيلية تميل إلى القبول
في الجانب الإسرائيلي، أفادت وسائل إعلام محلية، بينها موقع واينت، أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) سينعقد يوم الأحد للتداول في بنود الصفقة. ورغم المعارضة المعلنة من الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تُرجّح التقديرات أن يتم التصديق على الصفقة سواء في الكابينيت أو لاحقًا في الكنيست.
ونقل الموقع عن مسؤول حكومي أن “التوجه سيكون بإعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى الصفقة خلال لقائهما المرتقب يوم الإثنين”، في إشارة إلى توافق إقليمي ودولي واسع النطاق على المضي بالاتفاق.
كما أكد المسؤول أن “جميع الأطراف الأمنية – بما في ذلك رئيس الأركان وجهاز الشاباك – يدعمون الصفقة ولو كانت جزئية”، موضحًا أن الأولوية المطلقة الآن هي “الإفراج عن المختطفين في أسرع وقت ممكن”.
تفاصيل المبادرة الأميركية: جدول زمني صارم وآلية مرحلية
بحسب التسريبات التي نشرتها وسائل إعلام متعددة، يتضمن المقترح الأميركي خطة مرحلية تمتد على مدار 60 يومًا، تنفذ خلالها عمليات متزامنة للإفراج عن الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية، وذلك تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وتبدأ الخطة، في يومها الأول، بالإفراج عن 8 أسرى إسرائيليين أحياء، يتبعها تسليم 5 جثث في اليوم السابع. ثم يجري الإفراج عن 5 أسرى آخرين أحياء في اليوم الثلاثين، وأسيرين في اليوم الخمسين، قبل تسليم 8 جثث في اليوم الأخير من اتفاق وقف إطلاق النار.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين – لم يُعلن عن عددهم بدقة – وتفتح المعابر لإدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق، تشمل الغذاء والدواء والوقود، في إطار خطة شاملة لإغاثة سكان القطاع المنهك بعد أشهر من الحرب.
مؤشرات حذرة على بداية الانفراج
رغم أن الاتفاق لم يُعلن بعد بشكل رسمي، فإن أجواء التفاؤل تسود بعض الدوائر السياسية والدبلوماسية، لا سيما بعد تسليم رد حماس وبدء الحكومة الإسرائيلية بمناقشة التفاصيل. غير أن الحذر ما زال قائمًا، لا سيما في ظل تعقيدات تتعلق بتنفيذ الاتفاق ميدانيًا، ووجود أطراف داخل الحكومة الإسرائيلية ترفض أي تسوية قد تُبقي حماس جزءًا من المعادلة في غزة.
وتُعد هذه المرة الأولى منذ أشهر التي يقترب فيها الطرفان – ولو بحذر – من توافق حول صيغة مرحلية قد تؤسس لوقف دائم لإطلاق النار، إذا ما أُحسن تنفيذها وتوفرت الإرادة السياسية الكافية لدى الجانبين.