في تصريح لافت، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تحديد موعد لمحادثات مرتقبة مع الجانب الإيراني، وسط توتر متصاعد في المنطقة وتداعيات الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وقال ترمب: “لقد حددنا موعداً لمحادثات مع إيران، وهم يرغبون في ذلك… إنهم يريدون التحدث”، معرباً عن أمله في عدم الاضطرار لشن “ضربة أخرى”.
أكد الرئيس الأميركي خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أن المحادثات تأتي في وقت حساس للغاية، لافتاً إلى أن إيران أبدت رغبتها في العودة إلى طاولة التفاوض بشأن ملفها النووي، رغم استمرار التوتر العسكري بين طهران وتل أبيب.
الضربة والرد: تبعات الهجوم الأميركي
وكانت الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الشهر الماضي قد أصابت أهدافاً نووية حساسة داخل إيران، ما دفع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الخروج بتصريحات قوية، أكد فيها أن الهجمات ألحقت أضراراً “جسيمة” بالمنشآت النووية، حتى أن السلطات الإيرانية لم تتمكن بعد من تقييم حجم الدمار.
وقال بزشكيان، في مقابلة مع الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون، إن إيران “مستعدة لاستئناف التعاون” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها لا تستطيع حالياً السماح بدخول مفتشين دوليين إلى مواقعها النووية بسبب الأضرار.
مبعوث ترمب: الاجتماع خلال أيام
من جانبه، كشف ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، أن اللقاء المرتقب مع الإيرانيين قد يُعقد “خلال أسبوع”، إلا أن الجانب الإيراني لم يؤكد بعد رسمياً قبوله استئناف المفاوضات.
ورغم هذا التحرك نحو الحوار، تظل الشكوك قائمة بشأن نوايا طهران الحقيقية، ومدى استعدادها لتقديم تنازلات في ملفها النووي، خصوصاً بعد الاتهامات الإيرانية المتكررة للولايات المتحدة باستخدام “قوة غير مشروعة” ضد منشآت مدنية.
تل أبيب في الصورة.. وأمل بهدنة إقليمية
وتأتي هذه التصريحات وسط تصعيد بين إسرائيل وإيران، حيث تأمل واشنطن في احتواء النزاع ومنع تحوله إلى حرب إقليمية مفتوحة. وقال ترمب: “آمل أن تنتهي الحرب بين إسرائيل وإيران”، مشدداً على أن بلاده لا تسعى إلى حرب جديدة، بل إلى تفاهم يضمن الأمن والاستقرار.
في المقابل، يرى مراقبون أن أي محادثات مقبلة بين واشنطن وطهران ستواجه تحديات كبيرة، لا سيما في ظل انعدام الثقة وغياب ضوابط واضحة لبرنامج إيران النووي.
ضربة مؤلمة وحوار هش.. فهل تنجح الدبلوماسية؟
رغم أجواء التصعيد، تفتح التصريحات الأميركية والإيرانية نافذة صغيرة على احتمال التهدئة. لكن ما بين الضربات الجوية والمحادثات المؤجلة، يبقى السؤال مطروحاً: هل يمكن إنقاذ الاتفاق النووي قبل أن تشتعل الجبهة من جديد؟