وجه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث تحذيراً مباشراً وقوياً إلى إيران على خلفية دعمها المستمر لجماعة الحوثي في اليمن. وجاء التحذير الصريح في منشور نشره هيغسيث على منصة “إكس” في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، مشدداً على أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب هذا الدعم القاتل.
كتب هيغسيث في منشوره موجهاً حديثه إلى إيران: “رسالة إلى إيران: نحن نرصد دعمكم القاتل للحوثيين. ونعلم تماماً ما تفعلونه”. وأضاف الوزير الأميركي لهجة تهديد واضحة: “أنتم تعرفون جيداً ما يمكن للجيش الأميركي أن يفعله، وقد تم تحذيركم. ستدفعون الثمن في الزمان والمكان اللذين نختارهما”.
تذكير بتحذيرات ترامب السابقة وتحميل إيران المسؤولية
عزز هيغسيث من رسالته القوية بإعادة نشر رسالة سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب تعود إلى شهر مارس الماضي. وفي تلك الرسالة التي نشرها ترامب على منصة “تروث سوشيال”، أكد الرئيس أنه سيعتبر إيران مسؤولة بشكل مباشر عن أي هجمات تنفذها جماعة الحوثي، ما يشير إلى تبني الإدارة الأميركية الحالية لذات النهج الحازم تجاه الدور الإيراني في دعم الحوثيين.
يحمل توجيه هذا التحذير المباشر لإيران دلالات مهمة، خاصة وأنه يأتي في الوقت الذي تستأنف فيه الولايات المتحدة محادثاتها مع إيران بشأن برنامجها النووي المتنازع عليه. ومن المقرر أن يجتمع المفاوضون الأميركيون والإيرانيون مجدداً في العاصمة الإيطالية روما يوم السبت المقبل، ما يطرح تساؤلات حول تأثير هذا التوتر المتزايد على مسار هذه المفاوضات الحساسة.
تصاعد التوتر الإقليمي بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
يتزامن هذا التصعيد الكلامي مع حالة من التوتر المتزايد تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وذلك على خلفية استمرار الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على حركة الملاحة في البحر الأحمر. وتتهم واشنطن طهران بتقديم دعم تقني وعسكري للحوثيين يمكنهم من تنفيذ هذه الهجمات التي تهدد الأمن البحري والتجارة العالمية.
في سياق متصل، كثفت الولايات المتحدة من ردها العسكري على تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، حيث شنت ضربات جوية ضد أكثر من ألف هدف تابع للجماعة منذ أن صعدت من عملياتها ضدهم في شهر مارس الماضي. كما عزز الجيش الأميركي من وجوده العسكري في منطقة الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة، وقامت وزارة الدفاع بنشر ست قاذفات استراتيجية من طراز “بي-2” في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وهو موقع يعتبره الخبراء مثالياً للعمليات في منطقة الشرق الأوسط. وإضافة إلى ذلك، تحتفظ الولايات المتحدة حالياً بحاملتي طائرات في الشرق الأوسط، كما قامت بنقل أنظمة دفاع جوي متطورة من آسيا إلى المنطقة لتعزيز قدراتها الدفاعية.