تشهد الساحة الإسرائيلية تحركات عسكرية وسياسية متسارعة، تشير إلى نية واضحة في توسيع نطاق العمليات العسكرية في كل من قطاع غزة وسوريا. هذه التحركات تأتي في سياق تصعيد ميداني متواصل، يترافق مع رسائل سياسية موجهة إلى عدة أطراف إقليمية ودولية.
التحضيرات لتوسيع العمليات في غزة
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، جلسة بمشاركة وزير الأمن، يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش، إيال زامير، تناولت خطط توسيع العمليات البرية في قطاع غزة. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، تقرر خلال الجلسة توسيع العمليات بشكل كبير، مع استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
هيئة البث الإسرائيلية العامة “كان 11” أفادت بأن الجيش قدم خطة للمستوى السياسي تهدف إلى زيادة الضغط العسكري، وتشمل السيطرة على مناطق مشابهة لما حدث في رفح، وعزل مناطق أخرى في غزة، وتحديد مواقع “المخربين” فوق وتحت الأرض لتصفيتهم، مع بقاء الجيش في تلك المواقع واحتلالها فعلياً، بهدف دفع حركة حماس إلى مزيد من المرونة في المفاوضات.
القناة 13 الإسرائيلية أشارت إلى أن القرار النهائي بشأن توسيع العمليات لم يُتخذ بعد، لكن التوجه العام يشير إلى أن إسرائيل تتجه نحو هذا الخيار، مع وجود اتفاق واسع بين القيادة السياسية والأمنية، وأن المسألة تتعلق بالتوقيت فقط.
الضغوط الدولية والمساعدات الإنسانية
تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن مخزونات الغذاء في غزة ستنفد خلال أقل من أسبوعين، مما سيُلزم إسرائيل بإدخال المساعدات إلى القطاع. هذه الخطوة تهدف إلى استمرار القتال مع الحفاظ على المصداقية الدولية، حيث تعتبر إسرائيل أن تقديم المساعدات الإنسانية يمكن أن يخفف من الضغوط الدولية ويمنحها هامشاً أوسع في العمليات العسكرية.
التحركات الإسرائيلية في سوريا
على الجبهة الشمالية، تستعد إسرائيل لاستهداف مواقع إضافية داخل سوريا، تشمل أهدافاً عسكرية وأخرى تابعة للنظام. بحسب هيئة البث الإسرائيلية، تهدف هذه الضربات المحتملة إلى توجيه رسالة للنظام السوري بعدم تنفيذ أعمال انتقامية ضد السكان الدروز. وقد شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات بالقرب من القصر الرئاسي السوري في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بعد تحذير السلطات السورية من التقدم نحو قرى يسكنها أفراد من طائفة الدروز في جنوبي سوريا.
الرسائل السياسية والتوازنات الإقليمية
التحركات العسكرية الإسرائيلية تحمل رسائل سياسية متعددة الأبعاد. في غزة، تسعى إسرائيل إلى الضغط على حماس للقبول بصفقة تبادل أسرى، مع استعدادها لتوسيع العمليات في حال عدم تحقيق تقدم في هذا الملف. أما في سوريا، فتهدف الضربات إلى منع النظام من اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تصعيد في الجبهة الشمالية، خاصة فيما يتعلق بالدروز.
في هذا السياق، من المتوقع أن تتابع إسرائيل عن كثب زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المقررة لمنطقة الخليج في منتصف الشهر الجاري، لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من تحريك صفقة تبادل أسرى. وفي حال عدم تحقيق تقدم، فإن الجيش الإسرائيلي سيكثف عملياته في غزة.