في تطور خطير يُنذر بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، شنّت إسرائيل، مساء الإثنين، سلسلة غارات جوية مكثفة على أهداف تابعة لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في محافظة الحديدة اليمنية، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وجاءت هذه الضربات الجوية بعد يوم واحد من إعلان الحوثيين عن استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي، في خطوة اعتبرتها إسرائيل تصعيدًا خطيرًا يستوجب الرد.
تفاصيل الهجوم:
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أكثر من 30 طائرة حربية شاركت في تنفيذ الهجمات، مستهدفةً ميناء الحديدة ومحيطه، بالإضافة إلى مصنع إسمنت في منطقة باجل بمحافظة الحديدة.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم نحو 50 قنبلة وصاروخًا خلال الهجوم، في محاولة لتدمير البنية التحتية التي يستخدمها الحوثيون في عملياتهم العسكرية.
ردود الفعل:
من جانبها، أدانت جماعة الحوثي الهجمات، معتبرةً إياها “عدوانًا أمريكيًا إسرائيليًا” على اليمن. وأكدت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة أن الغارات استهدفت ميناء الحديدة ومصنع الإسمنت في باجل، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة.
وفي السياق ذاته، حذرت مصادر دبلوماسية من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.
خلفية التصعيد:
يُذكر أن جماعة الحوثي أعلنت، الأحد، عن إطلاق صاروخ باليستي استهدف مطار بن غوريون في تل أبيب، في خطوة قالت إنها تأتي “نصرةً للشعب الفلسطيني” و”ردًا على الجرائم الإسرائيلية في غزة”.
وتُعتبر هذه المرة الأولى التي تتبنى فيها جماعة الحوثي استهدافًا مباشرًا لأراضٍ إسرائيلية، مما يُنذر بتوسيع دائرة الصراع في المنطقة.
تداعيات محتملة:
يرى مراقبون أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، خاصةً مع دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة بشكل مباشر. كما يُخشى من أن تؤدي هذه الهجمات إلى تعطيل جهود السلام في اليمن، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى الأوضاع في اليمن والمنطقة برمتها على صفيح ساخن، وسط مخاوف من انزلاق الأمور إلى مواجهات أوسع تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.