أكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن طهران حققت تفوقًا إستراتيجيًا على إسرائيل، وأجبرتها على وقف عدوانها من جانب واحد، وذلك بعد ساعات من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأشاد المجلس بصمود الشعب الإيراني الذي قاوم الاعتداءات الإسرائيلية بعزيمة، مؤكدًا أن القوات المسلحة الإيرانية ردت على العدوان في التوقيت والطريقة المناسبين.
تحذيرات من أي عدوان مستقبلي: “أيدينا على الزناد”
أشار بيان المجلس إلى جاهزية القوات الإيرانية للرد القاسي على أي استفزاز إسرائيلي، مؤكدًا أن “أيدينا على الزناد، ولن نثق أبدًا بتصريحات الأعداء”، مشددا على أن إيران سترد على أي خرق جديد لوقف إطلاق النار بضربات موجعة.
في السياق نفسه، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه من خرق إسرائيل وإيران لوقف إطلاق النار الذي أُعلن قبل ساعات.
وحذّر “ترامب” إسرائيل من شن ضربات جديدة، قائلًا: “إذا ألقيتم القنابل فهذا انتهاك جسيم”، وأكد أن الولايات المتحدة لن تتهاون مع استمرار التصعيد، ملمّحًا إلى جهوده لاحتواء الموقف قبل اشتعال صراع أوسع.
حرب استمرت 12 يومًا.. والاتفاق مؤقت
يأتي ذلك بعد 12 يومًا من المواجهات التي استهدفت خلالها إسرائيل منشآت إيرانية نووية وصاروخية، وردت عليها طهران بهجمات باليستية وطائرات مسيرة ألحقت أضرارًا مادية وخسائر بشرية بالطرفين.
ورغم وقف إطلاق النار، يبقى الوضع مهددًا بالانفجار مجددًا إذا لم يُحترم الاتفاق، ما يدفع الأطراف الدولية إلى السعي لتهدئة التوتر المتصاعد.
دور الوسطاء الدوليين: جهود أمريكية وأوروبية لاحتواء الموقف
من جانب آخر، كثّفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون من جهود الوساطة لوقف التصعيد بين الجانبين.
وأجرت واشنطن سلسلة اتصالات عاجلة مع القادة الإسرائيليين والإيرانيين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والحيلولة دون انهياره، خاصة مع استمرار حالة التوتر على الحدود.
مخاوف إقليمية من اندلاع صراع أوسع
وحذّرت دول الجوار من تداعيات التصعيد العسكري على أمن المنطقة بأكملها، فقد أعربت دول خليجية عن قلقها من امتداد المواجهات إلى أراضيها، داعية إلى تغليب الحوار والدبلوماسية لاحتواء الأزمة، بينما دعت الأمم المتحدة إلى احترام سيادة الدول وتطبيق ميثاقها لفض النزاعات سلميًا.
في شوارع طهران، عبّر مواطنون إيرانيون عن فخرهم برد بلادهم على الضربات الإسرائيلية، معتبرين أن ذلك أظهر قوة إيران وردعها الاستراتيجي.
على الجانب الآخر، سادت حالة من القلق في إسرائيل، حيث طالبت بعض الأحزاب المعارضة الحكومة الإسرائيلية بتجنب التصعيد والتركيز على ضمان الأمن الداخلي.
الآثار الاقتصادية للصراع على الطرفين
وألقت المواجهات بظلالها على اقتصادات البلدين، إذ شهدت الأسواق تقلبات حادة مع ارتفاع أسعار النفط وازدياد الضغوط على العملات المحلية.
ويتوقع مراقبون أن استمرار حالة عدم الاستقرار سيلحق أضرارًا طويلة الأجل بالنشاط الاقتصادي الإيراني والإسرائيلي، ويعزز من حالة القلق لدى المستثمرين الأجانب.