نقل التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الأحد، تصريحات مثيرة لنائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد رضا آشتياني، أكد فيها استعداد بلاده لخوض حرب قد تمتد لعشر سنوات إذا تطلب الأمر ذلك، في تصعيد لافت للهجة العسكرية في خضم توترات متصاعدة حول برنامج إيران النووي.
قال آشتياني إن “المعدات العسكرية ليست العنصر الحاسم في أي معركة، بل الروح المعنوية هي ما تصنع الفرق”، مضيفاً أن “إيران تملك من الإمكانات ما يكفي لصمود طويل في وجه أي مواجهة محتملة”.
إسرائيل تلوّح بضربة.. وواشنطن تفضّل التفاوض
في المقابل، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن تفاصيل مثيرة من لقاء خاص جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال زيارة الأخير إلى واشنطن، ناقش فيه الأول إمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران في حال استأنفت طهران برنامجها النووي.
وبحسب الصحيفة، لم يُبدِ ترمب اعتراضاً صريحاً على المخطط الإسرائيلي، لكنه أبدى تفضيله للمسار الدبلوماسي، معتبراً أن المفاوضات هي الخيار الأفضل ما لم تتجاوز طهران الخطوط الحمراء.
لكن أحد المسؤولين الإسرائيليين الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، صرّح بأن تل أبيب “لن تنتظر الضوء الأخضر الأميركي” إذا اقتضت الضرورة ضرب إيران، مشيراً إلى أن “القرار سيكون إسرائيلياً خالصاً”.
الملف النووي يعود إلى الواجهة: منشآت مدمّرة وغموض يلف النوايا
وسط هذه التصريحات النارية، عاد الملف النووي الإيراني ليطفو على سطح الأحداث مجدداً، إذ رجّح المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون أن إيران لن تستطيع بسهولة إعادة تشغيل منشأتَي نطنز وفوردو النوويتين، بسبب “الدمار الكبير” الذي لحق بهما خلال الهجمات السابقة أو الانفجارات الغامضة التي شهدتها تلك المنشآت.
ورغم أن طهران لم تُعلن رسمياً نيتها استئناف تخصيب اليورانيوم عند مستويات مرتفعة، فإن إشارات التصعيد في الخطاب الرسمي الإيراني تعزز الشكوك حول تحوّل في الاستراتيجية، وربما التحرر من قيود الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي خرجت منه واشنطن في عهد ترمب.
محللون: تصريحات طهران محاولة لردع تل أبيب وتحريك المفاوضات
يرى مراقبون أن التصريحات الأخيرة لآشتياني لا تعكس فقط ثقة عسكرية متزايدة لدى طهران، بل تأتي في إطار حرب نفسية تهدف إلى ردع إسرائيل عن اتخاذ أي خطوات أحادية، وإعادة تموضع إيران في أي مفاوضات مستقبلية مع الغرب.
ويرى الخبير في الشأن الإيراني الدكتور سعيد الهمايوني أن “الرسالة الأساسية من التصعيد الإيراني مفادها أن الحرب لن تكون نزهة، وأن الرد الإيراني لن يقتصر على الجبهة الداخلية”، مشيراً إلى أن روح التصريحات تؤكد أن إيران تراهن على طول النفس أكثر من التفوق التكنولوجي.
مرحلة شديدة التوتر وتوازن دقيق بين التصعيد والردع
بينما تتصاعد النبرة الحربية وتتكثف التحركات الدبلوماسية، تبقى المنطقة على حافة تصعيد خطير، لا سيما في ظل استمرار الغموض حول مستقبل الملف النووي الإيراني، والموقف النهائي لكل من واشنطن وتل أبيب.
ويبقى السؤال المطروح: هل نقترب من مواجهة مفتوحة، أم أن الجميع يلعب على حافة الهاوية دون نية فعلية للقفز؟