أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحذيراً شديد اللهجة بشأن الأوضاع الكارثية التي يواجهها الأطفال في قطاع غزة، مؤكدة أنهم يشكلون نصف سكان القطاع، وتطغى على حياتهم مشاهد الحرب والدمار المستمر.
جيل كامل محروم من الطفولة والتعليم
وفي بيان رسمي صدر اليوم الثلاثاء، قالت الوكالة الأممية إن “الأطفال يمثلون نحو 50% من إجمالي السكان في غزة، وحياتهم باتت موسومة بالحرب والدمار والنزوح”، مشيرة إلى أن نحو مليون طفل فلسطيني في القطاع يواجهون تحديات غير مسبوقة، بدءًا من انعدام الأمن الغذائي، ووصولاً إلى انقطاع التعليم القسري للعام الثاني على التوالي.
وأوضحت الأونروا أن الأطفال محرومون من الحياة الطبيعية، حيث يقضون أيامهم خارج الفصول الدراسية، ويضطرون للتنقل من مكان إلى آخر هربًا من القصف أو بحثًا عن مأوى، فيما يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء النظيف والرعاية الصحية.
تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة
وقالت الوكالة إن غالبية المدارس في غزة دُمرت جزئيًا أو كليًا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، بينما تحولت ما تبقى من مؤسسات تعليمية إلى ملاجئ مكتظة تستقبل عشرات الآلاف من النازحين قسرياً. وهو ما يهدد بتدمير البنية التحتية التعليمية في القطاع لعقود قادمة، ويقوّض مستقبل جيل كامل من الأطفال.
ودعت الأونروا إلى وقف فوري لإطلاق النار، معتبرة أن إنهاء القتال هو “شرط أساسي لحماية الأطفال وضمان مستقبل أفضل للمنطقة بأسرها”، مشددة على أن استمرار الحرب لا يُهدد فقط حياة الأطفال، بل يطمس فرصهم في النمو السليم والعيش الكريم.
تقارير حقوقية: النساء والأطفال في صدارة الضحايا
وبحسب تقارير صادرة عن منظمات حقوقية محلية ودولية، فإن الأطفال والنساء هم الفئة الأكثر تضرراً من الحرب المستمرة على غزة، حيث شكّلوا النسبة الأكبر من الضحايا في القصف الإسرائيلي الذي أتى على معظم مقومات الحياة في القطاع الساحلي.
ويواجه مليون طفل في غزة خطر المجاعة، وتدهور الصحة النفسية والجسدية، والانفصال القسري عن أسرهم، في ظل غياب ملاذ آمن أو أي أفق سياسي لإنهاء الأزمة.
دعوات دولية لتدخل فوري
وتزايدت في الآونة الأخيرة دعوات من منظمات أممية ومؤسسات إنسانية للتدخل العاجل من أجل حماية الأطفال في غزة، وفتح ممرات إنسانية تسمح بوصول المساعدات الطبية والغذائية، إضافة إلى البدء الفوري بجهود إعادة تأهيل البنية التعليمية والصحية المدمّرة.
ورغم التحذيرات المتكررة، تستمر الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف، في ظل غياب ضغط دولي فعال لوقف النزيف الإنساني.