أعربت الجزائر، عن بالغ قلقها وشديد أسفها إزاء القصف الأمريكي الذي طال منشآت نووية إيرانية، مؤكدة أن النهج العسكري لن يجلب سوى مزيد من المآسي.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية أن هذا التصعيد يشكل انحرافًا خطيرًا عن الإجماع الدولي الداعي لوقف إطلاق النار والبحث عن حلول دبلوماسية.
دعم المسار الدبلوماسي والشرعية الدولية
وشدد البيان على أن المسار السياسي السلمي، المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وأحكام الشرعية الدولية، هو الخيار الأمثل لحل الأزمات، مشيرًا إلى أن أي تصعيد عسكري لن يزيد المشهد إلا تعقيدًا، ويضع المنطقة على شفا مخاطر غير محسوبة.
وأكدت الجزائر أن الأولوية القصوى الآن تكمن في العودة إلى أسلم الطرق وأكثرها نجاعة وأقلها تكلفة، وهي سبل الحوار والتفاوض. وأشارت إلى أن تجارب التاريخ تثبت أن استخدام القوة العسكرية لم يقدم أي حل مستدام، بل ترك آثارًا مدمرة على الأمن الإقليمي.
تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى المجهول
حذرت الجزائر من أن استمرار الأعمال العدائية يضع كامل منطقة الشرق الأوسط أمام سيناريوهات كارثية من شأنها أن تنعكس على الاقتصاد والأمن العالمي، داعيًا القوى الدولية والإقليمية إلى ضبط النفس وتغليب لغة العقل والحكمة.
يرى مراقبون أن القصف الأمريكي لمنشآت نووية إيرانية من شأنه أن يزيد من حالة التوتر في سوق الطاقة العالمي، خاصة وأن إيران تعد من الدول المحورية المنتجة للنفط. ومن المتوقع أن يشهد سوق النفط اضطرابات شديدة إذا استمرت هذه التصعيدات، ما يزيد من مخاوف المستهلكين والمستثمرين على حد سواء.
أصوات دولية منادية بالتهدئة
في السياق ذاته، أصدرت عدة دول ومنظمات دولية بيانات رسمية دعت فيها إلى وقف التصعيد فورًا، وأكدت أن لغة الحوار يجب أن تسود على كافة أشكال القوة العسكرية، محذرة من أن استمرار العمليات العدائية سيخرج الأوضاع عن السيطرة.
ويشير محللون إلى أن التصعيد الحالي قد يفتح الباب أمام تدخلات أخرى من أطراف إقليمية ودولية، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني، خصوصًا أن منطقة الشرق الأوسط تعج بأزمات وصراعات تتطلب جهودًا دبلوماسية عاجلة لمنع تحولها إلى مواجهات واسعة النطاق.
الجزائر تتمسك بدورها الوسيط
وختم البيان بأن الجزائر، من موقعها الداعم للسلام والحوار، ستبذل كل ما في وسعها لتقريب وجهات النظر، وتشجيع الأطراف على العودة إلى التفاوض، إيمانًا منها بأن الأمن والاستقرار الإقليميين لن يتحققا إلا بالطرق السلمية التي تحترم سيادة الدول ومبادئ القانون الدولي.