كشف مدير الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، أن الجزائر تتجه إلى رفع حجم الاستثمارات العمانية إلى نحو 10 مليارات دولار على المدى المتوسط، لافتًا إلى بدء مشاورات تقنية لإنشاء خط شحن بحري بين الجزائر وسلطنة عمان، بالتنسيق بين المجمع الجزائري للنقل البحري “غاتما” وشركة “أسياد” العمانية.
صناعة السيارات ومشاريع الأمونياك والألمنيوم على رأس الأولويات
ضمن المشروعات قيد الإنجاز، أشار ركاش إلى مصنع “هيونداي” للسيارات الذي نال الترخيص الأولي من وزارة الصناعة، ومشروع توسيع مصنع الأمونياك بوهران بالتعاون بين “سوناطراك” و”سهيل بهوان” العمانية، إضافة إلى مشروع مصهر الألومنيوم بجيجل، ما يعزز من قدرات الجزائر التصديرية.
من جانبه، ثمّن وزير التجارة الداخلية الجزائري الطيب زيتوني التعاون الثنائي المثمر، الذي شمل مشروع مجمع الأسمدة بأرزيو بقيمة 2.4 مليار دولار، وإطلاق الصندوق الجزائري العماني للاستثمار لدراسة مشاريع واعدة تشمل الطاقة، الصناعات الدوائية والزراعة، إلى جانب أسطول صيد بحري مشترك سيساهم في رفع قدرات القطاع السمكي بين البلدين.
فريق عمل مشترك لدفع عجلة التنفيذ وتذليل المعوقات
واقترح زيتوني إنشاء فريق مشترك بين الجزائر وعمان لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المتفق عليها، مؤكدًا أهمية معالجة المعوقات وتكثيف جهود الطرفين لتحقيق شراكة استراتيجية مستدامة تحقق النفع المشترك وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون الاقتصادي.
نقلة نوعية للاستثمار الأجنبي في الجزائر
تأتي هذه المشروعات ضمن خطة أوسع تسعى من خلالها الجزائر إلى جذب رؤوس الأموال الأجنبية وتطوير بنيتها التحتية الاقتصادية، حيث شهدت البلاد مؤخرًا إصلاحات قانونية وتشريعية استهدفت تسهيل بيئة الأعمال وإزالة العوائق أمام المستثمرين العرب والأجانب على حدٍّ سواء.
من جانب آخر، من شأن المشروعات المرتقبة أن تسهم في ربط سلاسل التوريد بين الجزائر وسلطنة عمان، خصوصًا في مجالات الصناعات التحويلية والطاقة، الأمر الذي من المتوقع أن يزيد من تنافسية المنتجات الجزائرية ويفتح لها أسواقًا جديدة، بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
فرص عمل واسعة وتطوير المهارات الوطنية
على المستوى الاجتماعي، سيوفر ضخّ الاستثمارات العمانية الجديدة آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للشباب الجزائري، إلى جانب نقل تقنيات التصنيع الحديثة، ما سيساعد على رفع المهارات لدى الكوادر الوطنية وتوطين الخبرات الصناعية المتطورة.
ويرى مراقبون أن جهود الدبلوماسية الاقتصادية التي بذلتها الجزائر مؤخرًا لعبت دورًا كبيرًا في تقوية أواصر الشراكة مع سلطنة عمان، مؤكدين أن المرحلة المقبلة ستشهد استثمارات نوعية ستحفّز قطاعات حيوية أخرى، وتدعم استراتيجية التنويع الاقتصادي التي تتبناها الجزائر للحد من الاعتماد على المحروقات.